تساءل عمر إحرشان، القيادي في جماعة العدل والإحسان، عن طبيعة موقف المغرب إزاء القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، واصفا الموقف الرسمي للحكومة بكونه "صامت ومحتشم" عكس الدول التي مستها رياح الربيع العربي، حيث سارعت مصر إلى اتخاذ موقف شعبي ورسمي مناصر للفلسطينيين، وتونس أعلنت زيارة وزير خارجيتها إلى غزة. وتابع إحرشان، على حائط صفحته الرسمية في الفايسبوك، تساؤلاته بالقول "ماذا فعلت السلطات المخزنية؟ وماذا فعل مستشار الملك الفاسي الفهري؟ وماذا قدمت الحكومة؟ وما فعلت وزارة الخارجية؟. ولفت القيادي في "الجماعة" إلى كون المغرب معني بهذا الموضوع، بحكم تهم التطبيع التي تلاحقه خلال هذه السنة الأخيرة بسبب ارتفاع رقم معاملات المغرب مع الكيان الغاصب، وبسبب تكرار الزيارات التي يقوم بها صهاينة إلى بلادنا، وأيضا كثرة الأنشطة التي يشاركون فيها في المغرب. واعتبر إحرشان بأن الموقف الرسمي "مؤشر يكذب أولئك الذين صموا آذاننا أن المغرب عاش الريع العربي بطريقته، وأنه قدم طريقا أو خيارا ثالثا"، مشيرا إلى أن "جمود المغرب الرسمي أكبر دليل على أن رياح الربيع العربي لم تصل بعد إلى بلادنا"، وفق تعبير المتحدث. واسترسل عضو الأمانة العامة لجماعة الشيخ عبد السلام ياسين مستفسرا عن الدواعي التي تجعل المسؤولين بالمغرب "ينتظرون ولا يحركون ساكنا حتى الآن"، قبل أن يسأل "هل ينتظرون الضوء الأخضر من أمريكا أم من الصهاينة؟ أم ينتظرون حتى تباد غزة؟، حيث يبدو أن عنصر الزمن لا قيمة له في قاموس المخزن"، بحسب تعبير القيادي الشاب. ويرى إحرشان بأنه في مثل هذه اللحظات "يدرك كل المغاربة حجم الهوة التي تفصل بينهم وبين حكامهم، وأن هؤلاء لا يمثلونهم ولا يعبرون عما يختلج في صدورهم، ولذلك يضيف إحرشان علينا جميعا التفكير في بدائل لنصرة أهل غزة حتى نبقى كمغاربة شامة وسط إخواننا العرب والمسلمين ودعاة الحرية في العالم كله". ولاحظ إحرشان بأن "خطباء الجمعة غيبوا عمدا هذه القضية مركزين، أغلبهم، على ذكرى الاستقلال، وقد كان الأولى ربط القضيتين معا لتشابهه"، مسجلا "صحة المطلب الذي ينادي بتحرير المساجد من وصاية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية"، قبل أن يخلص إلى أن "الموقف الرسمي من عدوان الصهاينة على غزة اختبار جديد للمخزن وحكومته سقطوا فيه بامتياز".