كيف سمحنا لأنفسنا بهذا الإنحطاط ؟ .. دق جرس السؤال في فؤادي وأنا أشاهد عن بعد أما تضرب ولدها وتقول له ' زيد .. يا ولد لحرام ' . الحقيقة أن المشهد كان مقززا للبعض .. لكن الغريب أن عددا كبيرا من المارة لم يعر لسلوك الأم مع كبدها أي إهتمام . أصبت بدوار من الأفكار المتزاحمة خصوصا أن المشهد ليس هو الأول في حياتي، بل مازلت أذكر أني قد مررت بهكذا مشهد في كثير من مراحل حياتي . هذا سبب من عشرات الأسباب التي تفسر لك ظاهرة تعاطي المراهقين للتدخين أو تناول المخدرات أو التشرد أو الجريمة على شاكلتها .. ويفسر لك أيضا معضلة الطلاق في مجتمعنا، ويقدم لك سببا لظاهرة أخرى هي " التمسخيط على الوالدين " فماذا تنتظر من إبن ربته أمه - مصدر الحنان والعاطفة - على قيم ' زيد .. يا ولد لحرام ' ؟ تذكرت حديث حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ...» فآلمني حال أم ..تنا . وجالت أمامي أسئلة لا تقل مكرا من مكر ثعالب السوق البشرية، منها: علاش كيتزوجو بحال هادو ؟ عندهم .. ومعنا ! أخبرني صديقي أنه في أمريكا تستطيع أن تشتم كما تريد لكن قبل أن تكمل مسلسل شتائمك ستجد نفسك في أقرب مخفر شرطة .. هذه هي دولة الحق والقانون هناك؛ والشتيمة هنا بمعناها الشامل .. فأن تخدش الحياء العام يعتبر شتيمة للوطن والمواطنين .. وعليه وجب اعتقالك. وأن «تدهس» كرامة أي مواطن وتجرده من أبسط شروط عيشه الكريم .. وجب اعتقالك، اما لو كانت شتيمة على المباشر .. فالنتيجة فضيحة من الاعتقالات ! أما عندنا فمعاملتهم لنا تختلف عن معاملتهم مع بعضهم البعض .. إهمال بكل ديبلوماسية في فلسطين والعراق والصومال وليبيا والسودان وفي مجمل عواصمنا .. ومع ذلك ما زال منا من يقول : ماما أمريكا ! فمن يرد لنا حقوقنا، وحقوق الأطفال التي استشهدت .. الله هل تستطيع أن تتصور العالم بدون سياسة أمريكا ؟ سؤال أطرحه على كل من يعتقد أن في النموذج الأمريكي حل لما نعانيه ! فضلا على أنه سؤال ربما ينم عن ضعف الإرادة؛ فهي حقا مشكلتنا الأساسية، وليست أمريكا، لأن الأخطاء التي ترتكبها تجاه ملفاتنا المصيرية كثيرة وآخرها الإهمال الذي يتعرض له الشعب السوري. الإرادة التي نفتقدها هي التي ستجعلنا نوحد الرؤية ونوحد القوة ونوحد القلوب، هي مكمن الضعف في جسمنا العريض .. علاوة على الجهل الذي يسوق معه التطرف والأمية والأمراض وتاريخا من الهزيمة والتخلف . إني حزين لأجلك يا وطني الكبير .. يا عميق العينين .. كم ضحكوا علينا عندما وعدونا بالحلوى ! شخصيا لم أتابع الإنتخابات الأمريكية البتة .. لأني أحب أن أتابع هموم وطني الكبير وفشل' أبطاله' الذين لا يستطيعون حتى أن يكونوا أكثر إحساسا من تلك الأم التي قالت لولدها " زيد .. يا ولد الحرام " .... أحب أن أتابع حبات المطر وهي تزرع الأمل في حقول الشباب العربي والمسلم .. ذاك هو نجاحهم .. وهذا هو مستقبلنا .. [email protected] https://www.facebook.com/belhamriok