مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    بعد استهدافها بصواريخ باليستية من إيران.. إسرائيل تهدد برد قوي وحازم    بعشرة لاعبين.. اتحاد طنجة يتعادل مع بركان ويتربع على صدارة البطولة الوطنية    اقليم اسفي : انقلاب حافلة للنقل المدرسي واصابة 23 تلميذا    الحبس النافذ لطبيب بتهمة الإساءة للقرآن والدين الإسلامي على وسائل التواصل الاجتماعي    تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. منح مساعدات مالية مهمة للسكان الذين هدمت مساكنهم جراء فيضانات الجنوب الشرقي‏    نقابة مغربية تتضامن مع عمال فلسطين    نتائج اليوم الثاني من جائزة "التبوريدة"    تعنت نظام الكبرانات.. احتجاز فريق مغربي بمطار جزائري ليلة كاملة ومنعهم دخول البلاد    نائلة التازي: الصناعات الثقافية و الإبداعية رهان لخلق فرص الشغل    ملكة هولندا "ماكسيما" تفتتح معرضاً حول "الموضة المغربية" في أوتريخت    مغربي يقود مركزاً بريطانياً للعلاج الجيني    السياحة المغربية: رافعة أساسية للتشغيل، لكن هناك حاجة ملحة لتعبئة أكبر لجميع المناطق    انخفاض جديد في أسعار الغازوال والبنزين بمحطات الوقود    الرئيس الإيراني يتعهد ب"رد أقسى" في حال ردت إسرائيل على الهجوم الصاروخي    في العروق: عودة ليزلي إلى الساحة الموسيقية بعد 11 عامًا من الانقطاع    طقس الخميس .. امطار بالشمال الغربي ورياح قوية بالواجهة المتوسطية    مواجهة أفريقيا الوسطى.. منتخب الأسود يقيم في مدينة السعيدية        عبد اللطيف حموشي يستقبل المستشار العسكري البريطاني لمناقشة تعزيز التعاون الأمني    بلينكن يجدد دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء        دريانكور: الجزائر تنسى اتفاق الحدود مع المغرب .. والنظام يعاني من العزلة    أساتذة الطب والصيدلة يتضامنون مع الطلبة ويطالبون ب"نزع فتيل الأزمة"    الودائع لدى البنوك تتجاوز 1.200 مليار درهم    "حزب الله" يعلن تدمير 3 دبابات إسرائيلية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ثمانية من جنوده في معارك مع حزب الله بجنوب لبنان    القاهرة.. الجواهري يستعرض التجربة المغربية في مجال دور المصارف المركزية في التعامل مع قضايا التغير المناخي    إحباط عملية للتهريب الدولي لشحنة من الكوكايين بمعبر الكركرات    الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024: انتهاء مرحلة تجميع المعطيات من لدن الأسر    اعتداء جنسي على قاصر أجنبية بأكادير    فيلم…"الجميع يحب تودا" لنبيل عيوش يتوج بجائزتين    الدنمارك: انفجار قنبلتين قرب سفارة إسرائيل    بسبب "عدم إدانته" لهجوم إيران.. إسرائيل تعلن غوتيريش "شخصا غير مرغوب فيه"    الصويرة بعيون جريدة إسبانية    لقجع: "سننظم كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة 2028 وسنفوز بها على أراضينا"    نزاع يؤدي إلى طعن النائب البرلماني عزيز اللبار ومدير الفندق    إيران تقصف إسرائيل وتهدد باستهداف "كل البنى التحتية" لها    لهذا السبب تراجعت أسعار الدواجن !    ابتداء من 149 درهما .. رحلات جوية صوب وجهات اوروبية انطلاقا من طنجة    الولايات المتحدة تعيد التأكيد على دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء كحل جاد وموثوق وواقعي    وفاة شاب في الأربعينات متأثراً بجروح خطيرة في طنجة    الولايات المتحدة تثمن الدور الحيوي الذي يضطلع به جلالة الملك في تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب        الاعلان عن موسم أصيلة الثقافي الدولي 45 بمشاركة 300 من رجال السياسة والفكر والادب والاعلام والفن    أبطال أوروبا.. أرسنال يحسم القمة أمام سان جرمان وإنتصارات عريضة للفرق الكبيرة    احتفاء بذكرى المسيرة الخضراء.. الداخلة تستعد لاحتضان حدث رياضي دولي في المواي طاي    السيد: مستشرقون دافعوا عن "الجهاد العثماني" لصالح الإمبراطورية الألمانية    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    رجل يشتري غيتاراً من توقيع تايلور سويفت في مزاد… ثم يحطّمه    دراسة: التلوث الضوئي الليلي يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    جدري القردة يجتاح 15 دولة إفريقية.. 6603 إصابات و32 وفاة    تناول الكافيين باعتدال يحد من خطر الأمراض القلبية الاستقلابية المتعددة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاضطهاد الديني في المغرب
نشر في هسبريس يوم 13 - 04 - 2009

طالما يتغنى النظام المخزني القمعي المغربي والحركات الإسلامية الإرهابية بالحريات والتعددية وحقوق الإنسان أمام المنظمات الدولية والمؤسسات الحكومية والغير حكومية ، في حين أن كل ما هنالك على الواقع هو التعسف السافر واللاإنساني والهمجي عليها . إن الصورة التي تحاول الدولة تسويقها للعالم عن العهد الجديد والإنفتاح والإنتقال الديموقراطي وإرادة الإصلاح ... كلها شعارات فارغة وأكاذيب مرعبة ، إن النظام المغربي كان ولا يزال قائما على الإستبداد بشكل مطلق . الأدهى ، أن ثمة تراجعات خطيرة تفتت دعائم الديموقراطية . أما الحركات الإسلامية فأمرها مكشوف ولا تحتاج منا أن نوضح أصولها القائمة على العنف الدموي وإقصاء الآخر الذي يجد أرضيته الخصبة في مراجعياتها ومصادرها بدون استثناء . أيعقل أن تتجه الدولة إلى ممارسات قروسطوية لفرض الدين بالقوة والتعسف على المواطنين ؟؟ إن كان ما قامت به الأنظمة الإسلامية السياسية منذ موت الرسول من سبي للنساء وتشريد للأطفال وتقتيل في حق القبائل والوحدات السياسية المستضعفة تحت إسم الجهاد وباسم الإسلام ، يبقى الأمر من الناحية التاريخية مفهوما - رغم رفضنا المبدئي لها - بحكم الجهل التي رافقت الفكر الإنساني منذ طفولته ، كما أن ذلك التعذيب والإضطهاد لكل من خالف الرأي أوالإعتقاد الذي ساد البشرية إلى غاية ما بعد عصر الأنوار يمكننا وضعه في إطار ظرفية تاريخية معينة لسفر الوجود الإنساني للوصول إلى ما وصل إليه من تسامح وحرية . إذ لا يمكننا اليوم بأي شكل من الأشكال أن تعيد الأنظمة السياسية عقارب التاريخ إلى الوراء وإلى المناطق المظلمة لتحافظ على سلطاتها الثيوسياسية . فهل نسمع في القريب أن الدولة المغربية ستفرض الجزية على غير المسلمين من أهل الكتاب لتجاوز الأزمة المالية العالمية كما فعلت أسلافها ؟ لا أفهم عن أي حوار ديانات وحرية اعتقاد يتحدث النظام المغربي إن كان يضطهد كل من خالفه الرأي أو العقيدة . ""
عندما ركب أبو بكر ورعاياه الخيول أول مرة متأبطين سيوفهم ونبالهم للتنكيل بالقبائل التي رفضت تسليمه المال وجعلهم عبرة لكل من سولت له نفسه أن يجاهر بالإختلاف العقدي أو على مستوى العبادات لم يكن يعرف أنه يسن أسس إسلام سياسي جديد ، فلو أنه سمع نصائح بعض الصحابة في اللجوء إلى الحوار مع القبائل بدل القتل والترهيب لتغير وجه التاريخ بشكل مطلق ، ولما كان سيكون شخص في القرن الواحد والعشرين اسمه بنلادن متورط في التفجيرات الإرهابية في أنحاء كثيرة من العالم . كان من الممكن أن يكون الجهاد بالسيف والمعارك للحسم في الإعتقاد الديني قد توقف نهائيا بعد وفاة الرسول بحكم علاقته المقدسة مع الإله ، وبحكم أنه المخول الوحيد باستعمال حالات الإستثناء . وكانت ستتضح خطوط كثيرة فاصلة بين الإسلام والإسلام السياسي منذ ذلك الزمن البعيد . فالجهاد بالسيف كحالة استثناء الذي كان من المفروض أن يتوقف بعد موت الرسول ، لم يتوقف إلى اليوم بسبب ذهاب أبي بكر إلى ما يعرف بحروب الردة . بل يمكننا أن نقول أيضا أن من بين الأسباب الرئيسية لطرد المسيحيات من المغرب واضطهاد البهائيين وإغلاق مدرسة الشيعة واستنطاقهم إلى ما ذلك ... ليس هي مبررات الناطق الرسمي باسم الحكومة ، ولكن هو ذهاب أبي بكر بجيشه إلى ما سمي في التاريخ بحروب الردة . لذلك ندعو دائما إلى إعادة قراءة التاريخ الإسلامي من جهة قراءة نقدية واعية ، والتشديد على الفصل بين الإسلام والإسلام السياسي من جهة أخرى . لقد ساهم الإسلام السياسي بشكل مباشر في تشويه صورة الإسلام . وما تبريرات بن لادن عن العنف باستغلال الدين إلا صورة مستنسخة لما مارسته أنظمة الإسلام السياسي سابقا ، والتي لم تؤمن بالحوار أو التعددية أو حرية الإعتقاد والتي بدأت كما أوضحنا بذهاب أبي بكر إلى حروب الردة ...
لنلقي الضوء على ما يحدث من اضطهاد ديني وتكميم للأفواه في الوقت الراهن ، حيث تستعيرالديكتاتورية المغربية هذه الأيام فم بنلادن بطاقم أسنان لمصاص دماء . وربما ما دام الوضع السياسي الكارثي وحرية التعبير في المغرب يسير من سيء إلى أسوء ارتأت الدولة أن ترمي بمصاصات أطفال للشعب في مغازلة واضحة للحركات الإرهابية الإسلامية كي تضمنها إلى جانبها في هذه الأوقات . هل يحدث ذلك كله في وقت واحد بالصدفة ؟ أم ثمة هندسة خفية من طرف مؤسسة القصر الملكي ؟ خاصة إن لم نستبعد الحوار المفتوح حاليا مع الإرهابيين الإسلاميين في السجون المغربية بشكل مكثف وملف إعادة المحاكمات بشأن بعض قيادييها من جهة ، والمتغيرات الدولية من جهة أخرى كالأزمة الإقتصادية العالمية والخط الفكري الجديد للولايات المتحدة الأمريكية .
محاربة التشيع ومصادرة كتب وخرافة الأمن الروحي ، طرد أجانب بتهمة تبشير دينية خيالية ، استنطاق البهائيين وطرد أحدهم من الجيش ... ولا نعرف ماذا سيهاجمون غدا ، وأية فكرة دينية جديدة ستخطر على بالهم لمهاجمتها . هل كل ذلك يحدث بشكل متقارب زمنيا صدفة في وقت واحد ؟؟؟ التاريخ الكلاسيكي يورد أنه في حالة ضعف داخلي لدولة ما ، غالبا ما تسعى لتجاوزه بتصدير الأزمة إلى عدو خارجي ولو وهمي أو بافتعال حروب حتى تضمن الوحدة الداخلية ، وبالتالي تكسب وقوف التيارات إلى جانبها وتحويل تركيزها وانتباهها عن الأزمة الحقيقية إلى مناطق أخرى . إذن ، فهذه الهجمة في وقت واحد هي جريمة مضاعفة من طرف النظام . الجريمة الأولى هي الإضطهاد الديني لحرية الإعتقاد للمواطنين المغاربة في خرق سافر لكل المواثيق والعهود الدولية المصادقة عليها ، ونأمل أن تأخذ الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الحقوقية هذه الجريمة على محمل الجد ، وأن تضغط عبر قنواتها الرسمية والغير رسمية على مرتكبي هذه الجرائم للكف عن الإضطهاد الديني واغتيال حرية الإعتقاد والتفكير والتعبير في المغرب . أما الجريمة الثانية فهي التآمر على الشعب من طرف النظام القمعي خدمة للمصالح الضيقة الإنتهازية ومحاولة إلهاء الشعب عن الأزمة الحقيقية .
وإن كان الكل يعرف أن الوضع السياسي المغربي كارثي وأن مساحيق التجميل التي كانت قد وضعت بعد وفاة الحسن الثاني شحبت وغدى معها وجه النظام أكثر بشاعة ، فإن الإضطهاد الديني لا يظهر بشكل جلي لأن تدخل الدولة العنيف والقمعي يجعل بعض المغاربة يفضلون التستر على معتقداتهم . لم يعد خفيا أن الدستور المغربي الذي يكرس العبودية ويجعل الملك هو الممارس الوحيد للسياسة والسلطات في المغرب ، يضع كل السياسيين الآخرين بمثابة كراكيز . فعن أي انفتاح وعهد جديد يتحدثون ؟
إذ من البديهي أن الدستور بمثابته القانون الأسمى للدولة كان من المفروض أن يتغير في السنوات الأولى من حكم الملك محمد السادس ، إن كان ثمة فعلا رغبة حقيقية في الإنفتاح والديموقراطية . لكن يبدو أن القوانين في المغرب يلخصها الدستور المغربي الذي بدوره يجد تلخيصه في الفصل 19 ، هذا الفصل يسهل شرحه بسورة الإخلاص في القرآن لمن ليس له دراية بالتشريح القانوني مع استبدال كلمة الله بالملك وتأويل لغوي بسيط للم يلد ولم يولد ، وثمة طبعا دجالون لغويون كثر يقومون بالمهمة . فلا السلطة التشريعة ولا التنفيذية ولا القضائية تملك من أمرها شيئا خارج إرادة الملك وحده . وأي اضطهاد ديني أو تعسف على الحريات وحقوق الإنسان نعتبره نتيجة قرارات مؤسسة القصر . فالملك هو الذي يتحكم في القضاء عبر رئاسته للمجلس الأعلى للقضاء وتعييناته المباشرة للوظائف السامية داخله أو داخل المحكمة الدستورية ... ومن هذه المسؤولية يكون أي خلل في جهاز القضاء هو ناتج بالضرورة عن أخطاء مرؤوسيه ، ولو اتخد إجراءات زجرية قانونية بحكم مسؤوليته كرئيس أولا في حق مرؤوسيه لما تمادى الآخرون في هذه الأحكام الجائرة الصادرة ضد المواثيق الدولية وحقوق الإنسان . الأمر ينطبق على السلطة التنفيذية التي يرأس مجلسها الوزاري ، فمن الجهل تحميل الوزير الأول أخطاء السلطة التنفيذية إن كان الملك هو من يعين الوزراء " فهم اختيار الملك المطلق أولا وأخيرا " ، وإن كانت الحكومة أوليغارشية فليس ذلك ذنب الوزير الأول أو ما شابه ، بل هي اختيار الملك من جهة ، كما أن صلاحية المجلس الوزاري من جهة أخرى تجعل من المجلس الحكومي مجرد جلسة عائلية . أما السلطة التشريعية فمغلوبة على أمرها ولا تملك من السلطة إلا الإسم ، لا من حيث الإختصاصات المخول لها التشريع بشأنها ولا من خلال التعقيدات المصاحبة لمقترحات القوانين أمام مشاريع القوانين وغيرها .
لتنضاف سلطة قاصمة أخرى للديموقراطية ، وهي السلطة الدينية التي تجعل من الدولة دولة ثيوقراطية لا تؤمن بحرية الإعتقاد أو الفكر . من هنا تكون أخطاء النظام المغربي هي أخطاء مؤسسة القصر المتكررة بشكل مباشر .
عن أي تعددية وتسامح ديني يتحدث النظام المغربي وهو لا يزال يمارس الترهيب الديني . إن الوضع في المغرب أكثر تعقيدا من لوحة سوريالية . يقول في المؤتمرات الدولية أنه يضمن حرية الإعتقاد والتعبير والتفكير . وعندما يضطهد الدين المسيحي أو الأديان الأخرى أو حتى الشيعة يتكلم بسذاجة طفل يدعي أنه يحمي ثوابت الأمة . فليقلها للعالم بشكل مباشر أنه ضد الأديان الأخرى لأنه يحافظ على توابث الأمة ، وأنه يقمع المواطنين المغاربة لأنهم يعتنقون ديانات أخرى وسيهددون ثوابت الأمة . وأنه سضطهد كل من يفكر أو يعبر بشكل مختلف لأنه سيهدد توابث الأمة ...
ثم بالمناسبة ما معنى ثوابت الأمة ؟ هل عندما يرسل النظام المغربي أئمة إلى أوربا لا يهدد ثوابت الأمة الغربية ؟؟؟ لماذا لا تطرد أوربا المسلمين وكلهم يتحدثون صباح مساء مع الغربيين عن الإسلام ؟؟؟ لماذا لا يطرد الغرب النساء اللواتي يستعملن الحجاب بدعوى أنهن يهددن ثوابت الأمة ؟؟ عندما يتحدث المسلمون مع الغرب في الغرب عن الإسلام فتلك دعوة مشروعة ، وعندما يتحدث المسيحيون مع المسلمين عن المسيحية في المغرب فتلك جريمة ؟؟ أي منطق متناقض هذا ؟ أليس التدافع بالحجج هو الأصل ؟ أم أنهم يعرفون أن أفكارهم متناقضة من ألفها إلى يائها لذلك يسعون قدر المستطاع إلى تكميم الأفواه ؟؟ لو كانت أفكارهم صائبة لتركوا الآخرين يدافعون عن أفكارهم وسيدحضونها الواحدة تلو الأخرى . لماذا يصرون على دفن رأسهم في الرمل كنعامة واضطهاد الحرية الدينية ؟؟
يقولون بدون خجل أن أفكارهم مبنية على الجدال والحوار ، في حين لا يفعلون سوى تكميم أفواه الآخرين ومصادرة حرياتهم . إذا كان المغرب يعتبر التبشيرالمسيحي جريمة على أرضه تستجوب الطرد ، فأنا بالمقابل أدعو الدول الغربية التي تحترم مواطنيها وبشكل خاص الدول التي تعرضت مواطناتها إلى الطرد من المغرب كرد فعل على الإضطهاد الديني في المغرب أن تضغط على المغرب للتراجع عن القرار وتقديم اعتذار رسمي أو تطرد كل المغاربة الذين يتحدثون عن الإسلام مع الأوربيين على أراضيها . فمبدأ المعاملة بالمثل هو من المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية . فالمغاربة الذين يتحدثون عن الإسلام في الخارج مع الأوربيين أخطر بكثير من المسيحيين الذين يتحدثون عن الإسلام في المغرب . فعلى الأقل التبشيرية تدعو إلى التسامح والسلام ، بينما الأولى تدعو إلى تشكيل خلايا إرهابية والقتل .
لماذا يصيب النظام المغربي الرعاش إذا ما تعلق الأمر بحرية التعبير والإعتقاد ؟ قديما ، عندما كان يمارس النظام السياسي القتل والإستعباد والقرصنة والحروب الظالمة في حق أمم كانت تعيش بسلام يقولون أن ذلك مشروع وأنه جهاد في سبيل الله ، ألم يقولون أن نشر الدين يكون بالحوار والسلام ؟؟؟ فهل الدول البعيدة التي ركبوا خيولهم وامتطوا أسلحتهم كانت أيضا من كفار قريش الذين يعادون الإسلام ؟؟؟ كل أفكارهم متناقضة من أولها إلى آخرها . يمارسون التدجيل اللغوي والتأويل المتناقض في نفس المكان ليخدموا مصالحهم الضيقة . أليس من المفروض أن الدين نزل بلغة عربية مباشرة ؟؟؟ فما بال إرهابيي الإسلام يتناقضون مع أنفسهم ؟ تارة يقولون أنه طلاسم لا يفكها إلا الكهنة ولا يعرف أحد معاني تلك الكلمات والتراكيب والجمل ولا يحق لأحد الإقتراب منها ليمارس علينا الإسلام السياسي الوصاية الدينية عبر فقهائه ، وتارة يقولون إنها كلمات بينة مفهومة وبلاغية وبلسان عربي . أليست البلاغة تعتمد الوضوح وليس التأويلات والتدجيل اللغوي وتحميل الكلام ما لا يطيق ؟؟ فلماذا سننتظر كهنة يفسرون لنا كتب الدين يا إرهابيي الإسلام السياسي ، حتى أنهم يفسرون الكلمة بنقيضها أحيانا ؟؟
البعض يحلف بالأيمان المغلظة أن البخاري صحيح علميا ومنهجيا كأنه كان حاضرا في مجلس الرسول في كل الأحاديث التي قيلت ، ألا يعرف أن كذبة واحدة لصحابي أو لعائشة في ظل الصراع الذي كان بين آل البيت وعائشة أو بعض الصحابة الآخرين سيجعل الحديث كذبا وافتراء ؟؟ هل من يجزم بصحة البخاري كان قد وضع جهاز كشف الكذب على كل من وردت اسماءهم في البخاري " بل حتى لو استعمل جهاز الكذب فثمة نسبة خطأ معقولة في الجهاز " . أليست المسألة نسبية ؟؟؟ من أين أتوا بكل هذا اليقين وقد مات الرسول بسنوات كثيرة ؟؟؟
البعض يدجل لغويا ذات اليمين وذات الشمال ويشرح على أن قتال الكفار ليس لعامة الناس وإنما لقريش الذين آذوا الرسول . بينما الأصل هو الحوار . الأحرى أنه كان عليه أن يقول هذا الكلام لإرهابيي الإسلام السياسي ولأبي بكر وللذين ركبوا خيولهم وامتطوا سهامهم وأسلحتهم وذهبوا لأماكن بعيدة ليقتلوا الناس ويرهبونهم ويستعبدونهم ، فماذا فعلت تلك القبائل والدول البعيدة للإسلام السياسي ؟؟ هل هم من قريش أيضا ؟؟ لا أحد ينكر في التاريخ ذلك الإستعمار والترهيب والقرصنة تحت أسماء مختلفة من بينها الجهاد في سبيل الله . فعن أي قريش يتحدثون ؟؟ إن كنتم تؤمنون بالحوار ومبدئية الجدال فلماذا تطردون من يقول أفكارا تخالفكم وتضطهدونه ؟؟ الحوار يعني الكلمة ضد الكلمة ، والفكرة مقابل الفكرة ، وليس العمل على إخراس كل من يفضح أكاذيبكم وخرافاتكم . من يخاف من الكلمة يعني أنه ضعيف وأن حججه واهية وغير متماسكة . ثم بالمناسبة ، هذا الأمن الروحي للمغاربة لماذا هو ضعيف إلى هذا الحد وكل من هب ودب يزعزعه ؟ تارة الشيعة ، تارة المسيحية ، تارة البهائية ...
ثم ما ضر النظام المغربي إن اختار بعض المواطنين أو أغلبهم الشيعية أو المسيحية أو عبادة البقر ؟؟؟ أليس الدين مسألة تتعلق بالفرد وعلاقته الذاتية مع الإله وقناعاته كما هو منصوص عليها عالميا ؟ لماذا يصر النظام على سوق الشعب مثل البقر وفرض عليه قناعات فكرية ودينية معينة والتنكيل بكل من خالف رأيهم ؟ أليس هذا هو الإضطهاد الديني بعينه ؟ أين دعاة الحوار والمبدئية ؟ إن الدين اختيار شخصي . فكيف يعقل طرد شخص من الوظيفة العمومية فقط لأنه اعتنق فكرا دينيا مختلفا. أهذا هو الحوار الإسلامي ؟؟ بالنسبة لي أفضل الذهاب إلى الجحيم إن كان سيكون أمثالكم في الجنة ، لأنني أظن بكل صراحة أن الجحيم أرحم بكثير من رؤية وجوهكم . فلماذا تريدوننا وتصرون أن نكون معكم في نفس المكان هنا وهناك ؟؟؟
أليس الدين هو الحوار؟ فلماذا تكممون أفواهنا ؟؟ دعونا نقول أفكارنا بكل حرية وقولوا أفكاركم بكل حرية ما دام لا يدعو أحدنا إلى القتل أو الإرهاب . وردوا علينا ونرد عليكم . أليست أفكاركم صحيحة ، فلماذا تخافون من تنقيبنا في التاريخ والتناقضات الكثيرة التي تقولون أنها قديمة ومعروفة منذ ابن الراوندي وجابر بن حيان والرازي وقبلهم . يسعدنا أن تكون قديمة جدا لكي تجيبونا عنها حتى نقتنع ، فإن لم نقتنع بها فربما يقتنع بها الآخرون . لماذا تخافون من أن يسمع الآخرون تلك الأسئلة وأنتم تتشدقون بالحوار ؟؟ لماذا تضطهدون من يقتنع بالمسيحية أو البهائية أو الشيعية ؟؟ لماذا تخافون إلى هذا الحد من الأسئلة ؟؟ إنه حقا أمر غريب ومثير للشكوك ؟؟
إن أخلاق الإسلام السياسي هي اللاأخلاق واللاوضوح والتناقض المطلق . شعارهم الأبدي هو فليسقط العقل .
مجمل أفكارهم تقتات من العنف والخرافة والحقيقة المطلقة التي يمتلكونها هم دون سواهم من العالم ، ولا أحد يحق له مناقشتها . الأمر نهائي هكذا وكفى . وكل من خالفهم الرأي هو مأجور وعميل يجب سجنه أو قتله أو على الأقل اضطهاده وتكميم عينيه وفمه . هل هذا هو التسامح الديني الذي تعنونه ؟ إن طرد المسيحيات من المغرب هو خرق سافر لكل المواثيق الدولية يستحق طرد البعثات الإسلامية الرسمية الحكومية فورا من البلدان الذي تعرضت مواطناتها للطرد بشكل تعسفي من المغرب، وما الحادثة إلا ماكيت صغير وصورة للإضطهاد الديني الذي يمارسه المغرب ضد حرية الإعتقاد والفكر يوميا .
إن الجلوس إلى طاولة الحوار له آداب معروفة . لكن إرهابيي الإسلام لا أخلاق لهم . فعندما نقول أن الإنسان حر في جسده وله كامل الحرية في أن يكون مثليا فهم يتهمونك مباشرة بالمثلية الجنسية بلا حجة او دليللأن لا منطق لهم رغم أنهم يدعون أنهم لا يكذبون ، ويتوعذون بالحرق والقتل ، فهل هذا منطقي ؟؟ وإن كتبت رأيا لا يعجبهم يهاجمونك بلا دليل مباشرة بعميل أمريكا واليهود ؟؟ فالحوار لا يكون بتكميم الأفواه والتعسف والشتائم . لكننا نتفهم ذلك النوع من التربية الإرهابية وصدورنا مفتوحة لشتائمكم ، وقد قدم حسان بن ثابت نموذجا عن تلك الردود بالكلمات النابية كما أورد أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني عندما هجى بنت عتبة قائلا : لعن الإله وزوجها معها / هند الهنود طويلة البزر / قرحت عجيزتها ومشرجها / من داء بها بضا على القطر ... إن الحوار يقتضي الإنصات إلى الرأي والرأي الآخر ، وليس الشتائم النابية . نعم إننا نفهم ما تقولون جيدا . أنتم تريدون حوارا مشروطا بأن نؤمن بحقائقكم وإملاء علينا المواضيع التي نتحدث فيها ومتى نتحدث فيها . أنتم تريدون وضع خطوط حمراء في حين نحن لا نضع عليكم أية خطوط لا حمراء ولا صفراء . ألسنا نعيش في وطن واحد ؟ أليس كفار قرش وأبو جهل في أحايين كثيرة كانوا أكثر تسامحا وتقبلا للرأي الآخر منكم ؟ ألم تكن التعددية الدينية أكثر انفتاحا مع أبي لهب بالمقارنة مع النظام الحالي المغربي ؟
نكررها وسنكررها دائما ، نحن لا عداوة لنا لا مع إسلام سني ولا مع إسلام شيعي ، كما لا عداوة لنا لا مع بهائية ولا بوذية . نحن لا نريد وصاية مؤسسات دينية على معتقداتنا ولا نريد أن يأخذ أحد بأيدينا إلى الجنة . لا نريد اضطهاد النظام والتعسف على حقوق الإنسان والحريات الأساسية . لكل له الحرية في التعبير عن رأيه كما يشاء وليدعو إلى إلى ما يشاء .فالدين لله والوطن للجميع ، أما إن كنتم تريدون استئصال الأقليات وفرض تفكير معين على الشعب فلن نقبل بهكذا وضعية وسنستمر في الدفاع عن حقوقنا العادلة والمشروعة التي صادق عليها المغرب في العهود الدولية قولا بينما يخرقها يوميا على أرض الواقع .
ومن أراد أن يقدس البخاري أو محمد بن عبد الوهاب او ابن تيمية أو عبد السلام ياسين ليقدسه وليعبده كما يشاء . فلا مشكلة لنا معه أيضا وليدعو له كما أحب وليكتب كتبا ومناظرات في الموضوع إن شاء . لكن من حق الآخرين أيضا كتابة ما يريدون والتعبير عن أرائهم ومعتقداتهم بلا خوف أو تعسف . عجبا ، من الإقصائي هنا ؟ نحن أم جماعات الإسلام السياسي والإسلام الرسمي المغربي ، الذين طردوا المسيحيات من المغرب واضطهدوا البهائيين والشيعة في المغرب ؟؟ كما أننا لا نشتم أو ننتقص من أحد ، نحن نطرح أسئلة فقط من حق أي كان طرحها . هل تضحكون على ذقون العامة أم على أنفسكم ؟؟ هل من أصول الحوار اضطهاد الآخر وطرده من المغرب . ليس غريبا الأمر عنهم . فكل تاريخهم مبني على القتل والدم والقرصنة والغزو والإضطهاد . نعم إنهم متسامحون جدا . عفوا . فالإسلام السياسي يغزو البلدان الأخرى بالسيوف والقتل وسبي الأطفال والنساء تحت إسم الجهاد في سبيل الله . فهذا هو الحوار والتسامح الذين يريدون ؟؟؟ هل ذهاب السلط السياسية الإسلاموية إلى دول بعيدة بالخيل والسيوف لم تتحرش يوما بالإسلام يسمونه حوارا حضاريا ؟؟؟ يسمونها في كتبهم التاريخية حتى اليوم الفتوحات الإسلامية ، ألا يخجلون من أنفسهم ؟ ما الفرق بينها وبين الإستعمار واللصوصية والقرصنة ؟؟
هل قتل العلماء وصلبهم والتنكيل بجثثهم يسمونه حوارا حضاريا ؟؟ هل يعقل الصلب الذي طال الكثيرين وقطع الرؤوس أن يسمى حوارا حضاريا ؟؟ هل كل من خالفهم كافر سيذهب النار وهم وحدهم من يمتلك الحقيقة في هذا العالم بأسره ؟؟ هل صلب الفيلسوف المسلم الحلاج وتقطيع يديه ورجليه تسمونه حوارا حضاريا ؟؟؟ متى سنتخلى عن الأفكار الخرافية العصبية القبلية في رؤيتنا للعالم ؟؟ متى سيعرف إرهابيو الإسلام أنهم سواسية مع كل شعوب العالم وأن ليس ثمة أمة خير من أمة أخرى ، وأن التسامح الإنساني والتعددية هي المفتاح الوحيد لإحترأم الإنسان . عليهم أن يتخلوا عن خرافات أن العربية هي لغة الجنة فهي ليست إلا لغة من بين آلاف اللغات التي مرت عبر التاريخ . فلا فرق بين العربية والأمازيغية والفرنسية واللغات عبر التاريخ . لماذا يسمح إرهابيو الإسلام في التشكيك في معتقدات الديانات الأخرى ، بل التهجم على قداستها ويحرمون ذلك على من ينتقد أفكارهم ؟؟ أي فكر إرهابي هذا ؟؟ فعندما يكتبون كتبا ومناظرات وعلى شاشات التلفزيون يوميا يسمحون لأنفسهم في تكذيب الأقانيم التلاثة في المسيحية ويرفضون أن المسيح مات مقتولا كما تقول اليهودية والمسيحية ويتهمون الديانات والكتب الأخرى بالتحريف ، بينما كل من وضع أسئلة بسيطة حول تحريف القرآن أو الحتى البخاري يتهم بالمس بمقدسات المسلمين ؟؟؟ ما هذا المنطق الإرهابي ؟ بل أكثر من ذلك ، تراهم يستهزئون بالبوذية والهندوسية وديانات آسيا ويتفكهون بقدسية البقر أو بعض الرموز في ديانات أخرى ؟؟؟؟ فالأحرى كان عليهم تقديس كل الديانات واحترامها ماداموا هم أول من ينادي بتقديس الفكر الديني . بل تتم شتيمة اليهود يوميا ووصفهم بأقدح النعوت ، فهل هذا تقديس للديانات الأخرى ؟؟؟
على من ينصح الآخرين بالحوار والمبدئية أن ينصح ذاته أولا . وأن ينسجم مع نفسه ، لا أن يمارس النفاق والتدجيل اللغوي لإنقاد أفكاره المهترئة . إن إرهابيي الإسلام لا يكاد يخلو وقت من التهجم على اليهود والمسيحيين ، فما بالك بديانات إفريقيا وآسيا . بل كيف سيكون موقفهم من الأفكار الأخرى في الضفة المقابلة . بل إن بعض الطقوس كما أحدثوها للذهاب إلى الجنة هي بمهاجمة والتنكيل بالفكر الآخر في شقيه . فعن أي حوار يتحدثون ؟؟؟ على الدولة أن تتراجع عن موقفها المعادي والمضطهد للفكر المختلف مع الإسلام السني المالكي . فالدين لله والوطن للجميع . وأتمنى كما أشرت سابقا أن تأخد الدول الغربية الموقف المغربي بحزم وأن ترد على النظام المغربي بنفس لغته ، حتى وإن لم يتم طرد المغاربة الذين يتحدثون عن الإسلام مع الأوربيين لأنهم يهددون توابت الغرب كما يدعي المغرب ، فعلى الأقل أن يتم طرد الموظفين المغاربة المعينين من طرف النظام المغربي كأئمة أو مسؤولين عن الشؤون الإسلامية في الخارج . كإجراء مماثل لما قامت بع السلطات القمعية المغربية التي لا تؤمن لا بتعددية ولا بمواثيق دولية ولا تابه لحقوق الإنسان .
أخيرا أهدي للناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية باعتباره بوقا الإضطهاد الديني ، وللنظام المغربي ولممثلي الإرهاب الإسلامي في المغرب بعض الأبيات الجميلة للفيلسوف المسلم ابن عربي :
لقد صار قلبي قابلا كل صورة / فمرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف / وألواح ثوراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت / ركائبه ، فالحب ديني وإيماني
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.