"" قلل قيادي في حزب الاستقلال من أهمية الانتقادات التي يوجهها قادة حزب العدالة والتنمية لحكومة عباس الفاسي واعتبرها انتقادات سياسية هدفها الإساءة لسمعة حزب الاستقلال والتأسيس لحملة انتخابية مبكرة للانتخابات البلدية العام المقبل. ووصف عضو مجلس المستشارين عن حزب الاستقلال محمد السوسي في تصريحات خاصة ل "قدس برس" الحملة التي يشنها عدد من قادة حزب العدالة والتنمية على فساد حكومة عباس الفاسي والتي وصلت حد مطالبتها ب"الاستقالة" بأنها "ظالمة ولا تستند لأساس واقعي"، وقال "هذه حملة ظالمة مبنية على الديماغوجية، وهي مجرد مزايدات سياسية من العيب أن يسقط فيها حزب يعتمد الإسلام مرجعية له، فأهم فات المسلم هي الصدق والموضوعية، وكل ما يدعونه خال من المصداقية، لا شك أن كل عمل سياسي لا بد أن تشوبه معرض للنقد لكن هذه الانتقادات لا أساس لها من الصحة. وأعتقد أن الهدف منها سعي حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، وهو أمر لا نعيبه عليه طالما أنه حزب سياسي، لكن أن يسلك له طريقة صحيحة وقائمة على الصدق، وليس عبر هذه الحملة الظالمة". وكان رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران ونائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لحسن الداودي قد وجها انتقادات لاذعة لأداء حكومة زعيم حزب الاستقلال عباس الفاسي من خلال ملف الفساد، ووصل الأمر بالداودي إلى وصف حكومة الفاسي بأنها "حكومة أشباح"، وطالبها بالاستقالة. واعتبر السوسي انتقادات قادة حزب العدالة والتنمية والإضرابات التي تنفذها بعض النقابات العمالية جزءا من محاولة الإساءة لحزب الاستقلال والبداية المبكرة للحملة الانتخابية المتصلة بانتخابات 2009 البلدية، وقال إن "كلام قادة حزب العدالة والتنمية عن الفساد غير مسؤول، فهذه الحكومة لها ستة أشهر منذ تكونت، وقد أنجزت الكثير، وقطعت أشواطا بعيدة في الحوار الاجتماعي، وما قدمته للنقابات والمواطنين يساوي ما قدمته الحكومات السابقة على مدى عشر سنوات، لذلك فهذه الانتقادات هي انتقادات سياسية أكثر منها اقتصادية أو اجتماعية، وهي تأتي كمقدمة لانتخابات عام 2009". وأشار السوسي إلى أن الدعوة إلى الإضراب النقابي هي جزء مما أسماه ب "المزايدات النقابية" للتغطية النقابية لأهداف سياسية هي التأثير على سمعة حزب الاستقلال، وقال "هذه جزء من حملة تقودها مجموعة من الأحزاب السياسية للتأثير على الرأي العام، ونحن في حزب الاستقلال متعودون على مثل هذه الأساليب في العمل النقابي والسياسي، ونحن نحدد موقفنا من كل عمل بقطع النظر عن الجهة التي صدر منها، ونحن عموما حزب متجذر في المغرب منذ 80 عاما من العمل السياسي والنقابي، حيث لم تتأثر مكانة حزب الاستقلال ولا موقعه ومنذ بدأت الانتخابات في العام 1960 ونحن في الصدارة"، على حد تعبيره. على صعيد آخر وجه السوسي انتقادا شديد اللهجة للنظام العربي والإسلامي الرسمي، بسبب ضعف موقفه من القضية الفلسطينية، وقال: "تشكل ذكرى نكبة فلسطين نقطة سوداء في تاريخ الأمتين العربية والإسلامية، لأن أمة تعدادها مليار ونصف مليار تعجز عن تحرير أقدس مكان إلى جانب الحرمين الشريفين، هذا يشكل نقطة سوداء لا سيما وأن الفلسطينيين قدموا ما يستطيعون بل وأكثر لكن هذا المليار ونصف المليار لم يقدموا شيئا"، كما قال.