يبدو أن حكومة عباس الفاسي تعيش أصعب فترة في تاريخها. فبعد الانتقادات التي وجهها إليها فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة، لم يتردد لحسن الداودي، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وهو يخاطب أنصار حزبه في تجمع جماهيري عقد مساء أول أمس السبت بفاس، في القول إن هذه الحكومة «أفسدت المغرب وخربته». وترددت أصداء انتقادات البرلماني الداودي الذي كان يتحدث من أعلى المنصة بساحة صوفيا بمركز المدينة، مشيرا إلى أن هذه الحكومة «تعطي امتيازات للوبيات المحلية والدولية، وتزيد من الضرائب على الشعب، في الوقت الذي يعاني فيه الشباب المغربي من البطالة». وقال إن المغرب الذي يعيش أزمة اقتصادية ونقصا حادا في مدخراته من العملة الصعبة، يواجه أزمة سياسية، معتبرا أن «الرويضة» التي كان الفاسي يتكئ عليها قد «طارت»، في إشارة منه إلى تحول حزب الهمة إلى المعارضة، وموجها رسالة إلى الوزير الأول استعمل فيها المقولة الشعبية «بالشطابة حتى لقاع البحر». وبالرغم من أن الملك محمد السادس قد جدد الثقة في الفاسي كوزير أول، إلا أن الداودي أورد أن هذه الثقة الملكية تحتاج إلى أغلبية، «وهو يحتاج إلى جمع حقيبته والانصراف». وذكر الداودي بالنجاح الصعب الذي حققه الفاسي في الانتخابات التشريعية في العرائش، مسجلا أن نجاحه تم على حساب ما سماه بالتزوير ضد حزب العدالة والتنمية. وحظيت وزارة الداخلية بنصيبها من هذه الانتقادات. واتهم الداودي هذه الوزارة بكونها متآمرة على الديمقراطية، وذلك في معرض حديثه عن مقترحات قانونية تقدم بها حزبه من أجل تعديل بعض القوانين الانتخابية، ومنها رفع سقف العتبة إلى حدود 10 في المائة. كما اعتبر أن حزب العدالة والتنمية يواجه مؤامرة لأنه، حسب قوله، يعمل تحت راية الإسلام. وأضاف أن المغاربة مستهدفون في ثقافتهم ودينهم. وحث الداودي المتتبعين لكلمته على التصويت، معتبرا أن عدم تصويتهم سيمكن من سماهم ب«الإسكوبارات من تسيير شؤون البلاد، وسيهربون أموالهم إلى الخارج، وكل المؤسسات ستخرب». وفي الوقت الذي اتجهت فيه انتقادات الداودي إلى الأمين العام لحزب الاستقلال، وجهت باقي المداخلات التي ألقيت في هذا التجمع انتقاداتها إلى الاستقلالي شباط، عمدة فاس. ووصف البرلماني محمد العبدلاوي فاسبالمدينة المنكوبة، معتبرا أنها تسير بطريقة وصفها ب«المافيوزية». وأعاد حسن بومشيطة، نائب الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بفاس ذات التهم التي يوجهها لشباط، مشيرا إلى أن فاس بيعت في المزاد العلني. وقال حسن محب، مستشار عن حزب الإسلاميين بالمجلس الجماعي، إن فاس أصبحت بورصة للارتشاء وشراء الذمم.