أنهى حزب الاستقلال، أمس الأحد، أشغال الدورة الثالثة لمجلسه الوطني، بمواصلة "الحرس القديم" فرض هيمنتهم على مختلف هياكل الحزب، التي أعيد انتخابها، وعلى رأسها اللجنة المركزية، التي من مهامها مناقشة أداء وزراء الحزب في الحكومة. مدخل المقر العام لحزب الاستقلال أمس الأحد قبل إعلان نتائج انتخابات اللجنة المركزية (ت: سوري) وحسب مصدر مطلع، فإن نتائج انتخاب أعضاء اللجنة المركزية، التي أفرج عنها بعد ظهر أمس الأحد، لم تحمل أي مفاجأة، يمكن أن تعكس ثقل كفة لتغيير داخل حزب علال الفاسي، كما تعهد بذلك المؤتمر الوطني الخامس عشر للحزب. واعتبر المصدر ذاته أن انتخابات أعضاء اللجنة المركزية، البالغ عددهم مائة عضو، لم تسلم من انتقادات، سواء من حيث الطعن في أداء بعض الأسماء، التي كانت في اللجنة خلال الولاية السابقة، أو في تزكية بعض الفروع لوافدين جدد على الحزب، أو في مكونات لجنة فرز الأصوات، التي شارك فيها مديرو دواوين بعض وزراء الاستقلال في الحكومة. وشارك نحو أربعمائة مؤتمر في انتخاب أعضاء اللجنة المركزية، التي ترشح لها نحو 245 مرشحا، وهي انتخابات جرت بعيدة عن أعين الصحافة غير الرسمية، أو التابعة لحزب الاستقلال، وكذا عن مناضلين في حزب الميزان، لا يتوفرون على دعوة الحضور. وألقى الأمين العام لحزب الاستقلال، عباس الفاسي، خطابا سياسيا بالمناسبة، تناول فيه مختلف القضايا، التي تستأثر بالرأي العام الوطني، كتطورات قضية الصحراء المغربية، ومستجدات الحوار الاجتماعي، وحصيلة العمل الحكومي، والمحطات الانتخابية خلال هذه السنة. وبينما قال فيه القيادي الاستقلالي والوزير السابق، بوعمرو تغوان، ل"المغربية"، إن "خطاب الأمين العام جاء منزها عن ممارسة البوليميك السياسي"، علم من مصدر جيد الاطلاع أن عباس الفاسي نفى في خطابه وجود أزمة حكومية، رغم الحرب الإعلامية الباردة بين الغريمين، والشريكين في الحكومة، الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، يعلق مصدرنا. وكان القيادي في حزب الاستقلال، سعد العلمي، صرح أن "الكتلة الديمقراطية جمدت منذ سنة 2007"، بينما أكد أن " عباس الفاسي عبر عن تشبث الاستقلال بالكتلة الديمقراطية وبالمبادئ التي كافحت من أجلها". واستدرك المصدر ذاته قائلا إن "الفاسي أقر بوجود فتور في عمل الكتلة،إلا أن ذلك لا ينفي أن هناك نقط التقاء كثيرة بين الأحزاب المكونة لها". وتضم الكتلة الديمقراطية أحزاب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية. وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أوضح عباس الفاسي، الأمين العام للحزب، الوزير الأول، في تصريح للقناة الأولى أن "ملف الوحدة الترابية يسجل نقطا إيجابية بالنسبة للمغرب"، وأن "كثيرا من الدول النافذة والصديقة، من القارات الخمس، تعتبر المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي في نطاق السيادة المغربية، الحل الملائم لتسوية نزاع الصحراء، خاصة بعد مرور 35 سنة دون أي تقدم في هذا الملف" . وفي موضوع ذي صلة ، ألقى شيبة ماء العينين، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، نيابة عن الأمين العام للحزب عباس الفاسي، خطابا بمناسبة افتتاح أشغال المجلس الوطني للمرأة الاستقلالية، شدد فيه على "أهمية الدور، الذي يوليه الحزب منذ نشأته الأولى، للحضور النسائي، الفاعل والوازن، في كل دواليبه، ومنظماته الموازية". وقال ماء العينين إن الحزب حريص على أن تكون منظمة المرأة الاستقلالية رافدا قويا للحزب، ورافعة قوية للدفع بدور المرأة ومكانتها في المجتمع، مضيفا أن الحزب جعل في مقدمة اهتماماته الكفاح من أجل قيم الوطن، ومن أجل الحقوق الثابتة للمواطنين، وفي مقدمتها حقوق المرأة.