يواصل حجاج بيت الله الحرام التوافد على صعيد عرفات٬ بعد ظهر اليوم الخميس٬ لأداء الركن الأعظم في الحج٬ وذلك بعد قضائهم أمس يوم التروية في مشعر منى. ويقف حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر٬ قبل أن يتوجهوا مع غروب الشمس إلى مشعر مزدلفة٬ حيث يمضون جزءاً من الليل٬ قبل العودة مجدداً إلى منى لبدء يوم عيد الأضحى برجم الجمرة الكبرى. وذكرت وكالة الأنباء السعودية٬ أن الحركة المرورية لانتقال ضيوف الرحمن من منى إلى عرفات شهدت "انسيابية ومرونة". وأضافت أن عملية التصعيد من منى إلى عرفات تميزت ب"اليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة". وأشار المصدر ذاته٬ إلى أن ضيوف الرحمن أدوا اليوم صلاة الظهر والعصر قصراً في صعيد عرفات٬ وقبلها استمعوا لخطبة يوم عرفة من مسجد نمرة التي ألقاها مفتي السعودية٬ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ٬ الذي أكد خلالها "حاجة المسلمين جميعاً إلى الوحدة والتضامن والتعاون ونبذ الخلافات٬ وتعزيز قيم الرحمة والإحسان". وموازاة مع ذلك٬ جرت صباح اليوم عملية تبديل كسوة الكعبة بكسوة جديدة. ويعود هذا التقليد إلى عصر ما قبل الإسلام٬ الذي يعد من مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام. وتبلغ تكلفة صناعة كسوة الكعبة المشرفة أكثر من 20 مليون ريال سعودي سنوياً٬ شاملة المواد المستهلكة وأجور العاملين٬ إذ تستهلك نحو 700 كيلوغرام من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل مصنع خاص٬ باللون الأسود و120 كيلوغراماً من أسلاك الفضة والذهب٬ ومبطنة من الداخل بقماش من القطن الأبيض المتين. وكسوة الكعبة مطرزة من قماش الحرير الطبيعي الأسود٬ وحروفها مغطاة بأسلاك الفضة والذهب٬ وتتكون من 16 قطعة في كل جهة من جهاتها الأربع 4 قطع٬ موصلة مع بعضها بعضاً٬ ويبلغ طول محيط الكعبة 47 متراً تقريباً وهو طول حزام الكعبة٬ وتتضمن قطع الحزام آيات قرآنية كتبت بالخط الثلث المركب الجميل٬ مطرزة حروفها بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. وكان حجاج بيت الله قد توافدوا أمس الأربعاء٬ على مشعر منى لقضاء يوم التروية اقتداء بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم قبل الوقوف بعرفات اليوم. وينفر حجاج بيت الله الحرام إلى منى منذ ساعات الصباح الأولى للمبيت بها استعدادا للصعود إلى عرفات يوم التاسع من ذي الحجة لأداء ركن الحج الأكبر. ومع غروب شمس اليوم التاسع ينفر الحجيج إلى مزدلفة حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا٬ ثم يتوجهون في ساعات الصباح الأولى إلى منى في أول أيام عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة وذبح الهدي ثم الحلق أو التقصير فيتحللون من إحرامهم تحللا أصغر. وحسب مصادر رسمية سعودية٬ فقد وصل عدد الحجاج الواصلين من الخارج لأداء مناسك حج هذا العام حتى الاثنين الماضي٬ مليوناً و746 ألف حاج٬ مسجلا انخفاضا نسبته 4 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية.