1 عندما تطرد فرنسا، أو إحدى الدول الأوربية مهاجرا مغربيا غير شرعي من ترابها، وتعيده إلى المغرب، نُقيم الدنيا ولا نقعدها، ونتهم هذه الدول بالعنصرية، وعدم احترام حقوق الإنسان، فقط لأنها طردت مهاجرا لا يتوفر على أوراق الإقامة من ترابها، لكن لا أحد يفتح فمه لكي يدافع عن المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، الذين يطردهم المغرب هذه الأيام إلى بلدانهم الأصلية بالجملة، ما عدا بعض الأصوات الحقوقية، مثل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، التي تندد بهذا الطرد الجماعي، أما الرأي العام فيبدو أنه لا يرى باسا في طرد هؤلاء المهاجرين، لذلك فالجميع "ضارْبْ الطمّ على هاد القضية"! 2 أنا لست مع قرارات الترحيل التي تتخذها حكومات البلدان الأوربية، خصوصا الحكومة الفرنسية، في حق المهاجرين المغاربة المقيمين هناك، ولكنني ضد هذه الازدواجية في طريقة تعاملنا مع هذا الموضوع. فإذا كنا قد ندّدنا كثيرا بسياسة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، بتطهير فرنسا من المهاجرين غير الشرعيين، وقلنا بأن عملية الترحيل تلك يغلفها كثير من العنصرية، فيجب علينا في المقابل أن ندافع عن المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين المقيمين في المغرب، ونطالب السلطات المغربية بعدم إرجاعهم إلى بلدانهم الأصلية، وإلا فسينطبق علينا قول الشاعر: لا تنْهَ عن خلق وتأتي مثله، عار عليك إن فعلت عظيم! 3 ندرك جيدا، أن المهاجرين غير الشرعيين، سواء في المغرب أو في أي بلد آخر، مشكلة حقيقية، لكن لا يجب علينا أن نتعامل بمكيالين مع هذه القضية، ففي نهاية المطاف، تبقى نفس الظروف التي أرغمت المهاجرين المغاربة على الهروب من بلدهم، نحو بلدان أوربا وأمريكا، هي تقريبا نفس الظروف التي ترغم المهاجرين الأفارقة على مغادرة بلدانهم، والقدوم نحو المغرب، في انتظار أن تتاح لهم فرصة ما، للهجرة نحو أوربا، لكن كثيرا منهم تنقطع بهم السبل في المغرب، ويظلون عالقين، في وضع غير قانوني، تماما كما هو حال كثير من المغاربة في أوربا. لذلك فإذا كنا نرفض أن يتمّ طرد مهاجرينا غير الشرعيين من أوربا، فيجب على السلطات المغربية في المقابل أن تكفّ عن طرد المهاجرين الأفارقة نحو بلدانهم، وإلا، فنحن أيضا، سنكون عنصريين، تماما مثل نيكولا ساركوزي! [email protected]