تلقى المغرب بارتياح بالغ, مصادقة مجلس الأمن, أمس الأربعاء, على قرار حول الصحراء, يتبنى فيه الدعوة إلى التحلي بالواقعية وروح التوافق, التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدةبان كي مون ومبعوثه الشخصي بيتر فان فالسوم(الصورة), ويمدد مهمة بعثة (المينورسو) لمدة سنة. وقال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة المصطفى ساهل, في تصريح صحفي بنيويورك, إنه "بمقتضى هذا القرار (1813 ), الذي يشكل منعطفا هاما في تعامل الأممالمتحدة مع قضية الصحراء, فإن مجلس الأمن يجدد دعمه القوي لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي, بغية إعطاء نفس جديد للمفاوضات الحالية, والدفع بها في اتجاه التوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه, يضع حدا لهذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده". "" وفي هذا الصدد, أضاف ساهل أن ""مجلس الأمن يتبنى توصيات الأمين العام للأمم المتحدة, والتي تعزز الخلاصات التي أدلى بها المبعوث الشخصي, بيتر فان فالسوم, أمام مجلس الأمن, في21 أبريل2008 . وأوضح الدبلوماسي المغربي كذلك, أن إشارة القرار إلى "التطورات اللاحقة" ليست وليدة الصدفة بل تشير إلى تقييم فان فالسوم. وذكرساهل بأن بيتر فان فالسوم,""بصفته ميسرا للمسار التفاوضي الجاري, توصل بعد أربع جولات من المفاوضات, إلى خلاصة مفادها أن كيانا مستقلا في الصحراء, ليس ولن يكون هدفا واقعيا". وتابع أنه "على أساس هذه الخلاصة الواضحة كل الوضوح, وجه مجلس الأمن اليوم, نداءا إلى جميع الأطراف للتحلي بالواقعية وروح التوافق, والإنخراط في مرحلة جديدة من المفاوضات, أكثر عمقا وانصبابا على دراسة المسائل الأساسية". وأكد أن "هذا التطور يكرس الموقف الذي ما فتئت المملكة المغربية تلتزم به منذ بداية مسلسل المفاوضات الذي انطلق في شهر يونيو2007 , الذي أسس لدينامية جديدة يرجع الفضل فيها إلى المقترح المغربي بشأن الحكم الذاتي". وبعد أن ذكر بأن مجلس الأمن أشاد بجدية ومصداقية المجهودات التي بذلت من أجل بلورة المقترح المغربي, جدد السفير المغربي التأكيد على أن هذه المبادرة ""ستمكن سكان الصحراء من تدبير شؤونهم المحلية من خلال أجهزة منتخبة ديموقراطيا, وذلك في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدتها الترابية"". وأضاف أن المغرب "رحب أيضا بالإشارة الهامة لمجلس الأمن الداعي لتوفير ملتزمات العيش الكريم للأسر والعائلات المتواجدة بمخيمات تندوف بالجنوب الجزائري, والتي تبقى رهينة إحراز تقدم ملموس في المسلسل التفاوضي الحالي, آملا أن تجد هذه الإشارة صدى لدى الأطراف الأخرى بغية الانخراط بجدية وبحسن نية في المسلسل التفاوضي الحالي, قصد إضفاء بصيص من الأمل بين سكان هذه المخيمات في انتظار عودتهم إلى الوطن الأم". وخلص المصطفى ساهل إلى أن "المملكة المغربية تنتهز مناسبة المصادقة على هذا القرار الجديد والهام, لتجدد التزامها الدائم والصادق لمواصلة مسلسل المفاوضات بحسن نية وعزم أكيد, وتمد من جديد, يدها للأطراف الأخرى لهذا النزاع الإقليمي الذي مازال يشكل عقبة أمام بناء فضاء مغاربي ديموقراطي, مزدهر ومستقر". وصادق مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة, أمس الأربعاء, بالإجماع على قرار حول الصحراء, يتبنى فيه الدعوة إلى التحلي بالواقعية وروح التوافق, التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي. كما "تبنى المجلس التوصية المتضمنة في تقرير الأمين العام, والتي يتعين على الأطراف, بمقتضاها, أن تبرهن على التحلي بالواقعية وروح التوافق, للحفاظ على زخم مسلسل المفاوضات".