أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أن النموذج المغربي في ما يخص الشأن الديني مبني على الوسطية والاعتدال ومناهضة الغلو والتطرف ويستجيب لحاجيات الأمة الروحية. وقال التوفيق٬ في مداخلة له خلال اجتماع وزراء الشؤون الدينية في دول اتحاد المغرب العربي٬ المنعقد أمس الاثنين في نواكشوط٬ تحت شعار "الإسلام السني المعتدل ودوره في التحصين الفكري والثقافي للمجتمعات المغاربية "إن النموذج المغربي قائم على ثوابت كرسها وعمقها الدستور الجديد للمملكة٬ ومن أبرزها إمارة المومنين التي تعد مرجعا شرعيا في كل ما يهم الأمة في حياتها الدينية٬ فضلا عن تكريس الرسالة التي يؤديها العلماء الذي تعززت تمثيليتهم في العديد من مؤسسات الدولة. وشدد الوزير على الأهمية التي توليها الدولة للحقل الديني وجعل تأهيله من الأوراش الإصلاحية الكبرى بالمملكة في سبيل توفير الأمن الروحي للأمة وتحصينها وضمان مناعتها وكذا مواكبة الحاضر الاجتماعي ومواجهة التحديات الآنية والمستقبلية . كما أكد أحمد التوفيق على أهمية دور العلماء في تنوير الرأي العام وقيامهم بإرشاد وتأطير وتأهيل أئمة المساج معتبرا إياهم "عدولا موكل إليهم دفع الغلو والتطرف بكل أشكاله٬ ذلك أن الدواء الشافي هم العلماء". وأشار في هذا الصدد إلى أن 1500 عالما أو من هم في حكمهم يقومون بتأطير وتأهيل 50 ألف إمام٬ فضلا عن 250 من الأئمة الشباب الحاصلين على الإجازة٬ بمعدل لقاءين في الشهر في ما يخص الثوابت والعبادات والخطب والقرآن وكل ما ينفع الأمة في أمور دينها. وتحدث الوزير أيضا عن أهمية نشر الوعي الديني والرقي بالخطاب الديني وتأهيل التعليم بالمدارس العتيقة٬ وإدماجه في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين وآفاق خريجيها. وبخصوص مسألة الإفتاء أكد الوزير أن هذا الأمر محسوم فيه مسبقا بحيث أن أية فتوى لا تصدر عن المجلس العلمي الأعلى "هي مجرد رأي"٬ مشيرا إلى أن المجلس أصدر دليلا للأئمة والخطباء في الثوابت وكل ما هو مطابق للسنة وشروط التبليغ. واعتبر أحمد التوفيق أنه بمقدور بلدان اتحاد المغرب العربي٬ بالنظر إلى القواسم المشتركة بينها٬ وتراثها الفكري وتجربتها التاريخية٬ القيام بدور رائد في المجال الديني بل أنه بإمكانها أن تشكل قطبا قويا في التعامل مع محيطها المتوسطي ومع أوروبا.