في أجواء هادئة عكس ما تنبأ الكثيرون، انطلقت صبيحة اليوم بمدينة الصخيرات الدورة الأولى للمجلس الوطني لحزب الاستقلال والمتممة للمؤتمر الوطني السادس عشر، وذلك لانتخاب الأمين العام الجديد للحزب الذي سيخلف عباس الفاسي المنتهية ولايته وأعضاء اللجنة التنفيذية الواحد والعشرون. شباط والفاسي "العداوة ثابتة والصواب يكون" على غير المتوقع، ونظرا لما تم تبادله من تهم وصلت حد التجريح في بعض الأحيان، طيلة أيام الحملة الإنتخابية لشغل منصب الأمين العام، عبر التصريحات والتصريحات المضادة، فقد تعانق كل من حميد شباط وعبد الواحد الفاسي أمام المصورين الصحفيين في مدخل القاعة المحتضنة لأشغال المجلس الوطني، في مشهد يؤكد أن "الحرب" بين الصديقين اللدودين، قد وضعت أوزارها، وفي تطبيق حرفي للمثل المغربي الذي يقول أن "العداوة ثابتة والصواب يكون". احتفاء خاص ببوستة ومطالب بتعيينه أمينا عام خطف القيادي امحمد بوستة عضو مجلس الرئاسة، الأضواء من المرشحين الرئيسيين، لمنصب الأمين العام لحزب الإستقلال، فعلى غير العادة ورغم أن اسمه لم يكن ضمن لائحة المرشحين إلا أن القاعة التي تحتضن أشغال المجلس الوطني لحزب الميزان اليوم الأحد بالصخيرات، هتفت بإسم بوستة أكثر من المرة. ولم يقترن رفع العشرات من مناضلي الحزب بدخوله فقط، بل رفع نفس الإسم وبقوة مع دخول المرشح عبد الواحد الفاسي، ما فسره الكثيرون بأنه مطلب فئات عريضة من الاستقلاليين كخيار ثالث لقيادة الحزب في هذه الظرفية الحساسة. الخلفية أكبر الغائبين/المقاطعين لدورة المجلس لم يستسغ الكثيرون الغياب غير المبرر لأحد رموز حزب الميزان امحمد الخليفة، إلا أن التفسيرات التي قدمها قياديون في ذات التنظيم، لهسبريس، ذهبت إلى أن الرجل غاضب من عدم إعطاء مبادرته الأهمية اللازمة والتي أطلقها أياما قليلة قبل هذه الدورة بهدف سحب كل من شباط والفاسي لترشيحهما، مع تأجيل دورة انتخاب الأمين العام إلى 11 يناير من السنة المقبلة. الفاسي يطمئن الاستقلاليين على وحدة حزبهم أشاد عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال المنتهية ولايته، بما حققه الحزب في ولايته، مشيرا في تصريح لهسبريس عقب انطلاق دورة المجلس الوطني، بخصوص الوضعية التي يمر منها الحزب خصوصا هذه المرحلة التي تميز بنوع من اللااستقرار، أن "انتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية دائماً ما كان يشهد نزاعات"، قبل أن يضيف أنه لا خوف على الحزب من الانفصالات والانشقاقات. الفاسي شدد في ذات التصريح على أن جميع مناضلي الحزب سيسعون للحفاظ على وحدة الحزب وخصوصا بعد الاعلان على نتائج الانتخابات، مضيفا أن "التخوف لا يكون على حزب كالاستقلال لكن هذه التخوفات تكون على الأحزاب التي لا تستطيع دخول غمار الديمقراطية". وعن ما تم تداوله حول أي تعديل حكومي في المستقبل القريب نفى الفاسي علمه به مؤكدا في هذا السياق أن "الأمر شأن ملكي وكذا برغبة الوزراء في إمكانية التخلي عن منصبهم من عدمه". عبد الواحد لا يرغب في التعديل الحكومي كلام الأمين العام لحزب الميزان والمنتهية ولاية، هو الأمر ذاته الذي عبر عنه المرشح لمنصب الأمين العام عبد الواحد الفاسي الذي أكد في تصريح لهسبريس، أن مشاركة الحزب في الحكومة مرتبط أساسا بوضعية المغرب الحالية، مشيرا أنه في حال فوزه غير مستعد للقيام بأي عمل قد يؤدي إلى خلق أزمة سياسية يدفع ثمنها المغرب. شباط يود دخول مقر باب الحد كباب العزيزية أما المرشح الثاني حميد شباط فقد أبدى تفاؤله الكبير في رغبة الإستقلاليين في التغيير والقطع مع منطق العائلة في اختيار منصب الأمين العام الجديد، مشيرا في تصريح مقتضب لهسبريس، أن الفيصل الذي سيحسم في علاقته مع منافسه عبد الواحد الفاسي لن يكون سوى الديمقراطية، مشيرا إلى أن اختياره كأمين عام لحزب الاستقلال يشكل رسالة واضحة بالرغبة في التغيير وإعادة للنظر في علاقة الحزب بمحيطه السياسي والتنظيمي والمالي، ملمحا إلى اعتزامه دخول مركز الحزب العام باب الأحد كما دخل ثوار ليبيا باب العزيزية، بعد القضاء على نظام القذافي. عباس الفاسي "سقط" سهوا "سقط" عباس الفاسي كأمين عام منتهية ولايته، وأول من يفرض عليه القانون التصويت لصالح أحد المرشحين، سهوا من اللائحة التي كان يتلوها رئيس دورة المجلس الوطني محمد الأنصاري، الذي قال إن أول المصوتين على الأمين العام الجديد، هو امحمد بوستة قبل أن يستدرك بإعطاء الأولوية لعباسي الفاسي، مع تقديم الإعتذار له كأمين عام ما زال يشغل هذا المنصب إلى حين ظهور نتائج الدورة. رئاسة المجلس الوطني تطرد المصورين من المنصة في خطوة أثارت الكثير من اللغط في القاعة وأوقفت الجلسة لدقائق وكادت تعصف بجلسة انتخاب الأمين العام الجديد، أقدمت رئاسة المجلس الوطني على طرد الصحفيين وبالخصوص المصورين منهم من المنصة قبل أن يحتل أماكنهم خمسة من رجال الأمن الخاص، بدعوى عرقلة عملية التصويت، الأمر الذي دفع عددا من الحضور إلى رفع شعارات تطالب بطرد الصحفيين من محيط المنصة، هذا السلوك الذي لم يفهمه الكثيرون، تحول إلى مشادات بين بعض الصحفيين واستقلاليين "قللوا احترامهم في التعامل مع الجسم الصحفي"، على حد تعبير أحد رجال السلطة الرابعة الحاضرين.