وقع وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، وكاتبة الدولة الأمريكية في الشؤون الخارجية هيلاري كلينتون٬ اليوم الخميس بواشنطن، مذكرة تفاهم حول الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة الذي جاء "للرقي بالعلاقات الثنائية نحو مزيد من التميز والتطور"، على حد قول العثماني في كلمته الافتتاحية. المذكرة التي حصلت هسبريس على خطوطها العريضة من مسؤولين مغاربة في "الخارجية" من واشنطن، أكدت على ضرورة انتظام المشاورات السياسية بين البلدين، وذلك بتشجيع الزيارات البينية على مستوى المسؤولين البرلمانيين. من جهة ثانية اتفقا الطرفين على تكوين مجموعة عمل للتفكير في تطوير العلاقات بين البلدين، ومجموعة عمل في المجال السياسي والأمني، وثالثة بين التجارة والإقتصاد، ورابعة للعمل الثقافي والعلمي والتعاون التقني. وفي كلمة له خلال افتتاح هذا الملتقى، قال وزير الخارجية سعد الدين العثماني إن الحوار الاستراتيجي " يشكل محطة مهمة في علاقاتنا الثنائية ولبنة جديدة في صرح العلاقات المتميزة بين بلدينا، مبرزا أن توقيع مذكرة تفاهم يعد تكريسا للرغبة المشتركة في وضع آلية للتشاور المنتظم بين البلدين، في إطار شراكة متجددة قوامها المشاورات المتواصلة من أجل تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية، وتنسيق أفضل لمواقف البلدين بخصوص المواضيع والقضايا الدولية متعددة الاطراف وذات الاهتمام المشترك. وأضاف العثماني أن " الغنى والتعدد، اللذين يطبعان العلاقات المغربية الأمريكية، حذا بنا إلى توزيع أشغال هذا الحوار على لجان عمل أربع، تقارب المواضيع السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية إلى جانب قضايا الحوار لتفعيل نتائج القرارات التي يمكن ان تتمخض عن اجتماع اليوم". من جهتها نوهت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية٬ بقيادة الملك محمد السادس التي جعلت من المغرب "بلدا رائد ونموذجا يحتذى"، مؤكدة خلال افتتاح الجلسة الأولى من الحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية٬ أن بلادها "ترى في المغرب بلدا رائدا ونموذجا يحتذى٬ ولذا فإن جلالة الملك محمد السادس يستحق تنويها كبيرا بالنظر للمنجزات المحققة في مجال الإصلاح". وأشادت٬ في هذا السياق٬ بالمملكة "لكونها عرفت كيف تستبق التغييرات" في إطار تعزيز مسارها الديمقراطي٬ في الوقت الذي تعرف فيه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحولات عميقة. وبخصوص هذا الإطار الجديد للحوار٬ أوضحت كلينتون أنه يأتي في ظرفية "لا يمكن أن نكتفي فيها بعلاقات صداقتنا العريقة٬ وإن كانت الأقدم والتي لم تنقطع أبدا بين الولاياتالمتحدة وبلد آخر٬ على اعتبار أن الإرادة تحذونا من أجل السير قدما نحو شراكة أكثر دينامية ومتنامية وتتوجه بعزم نحو المستقبل". وأشارت كلينتون إلى أن فريق العمل السياسي المحدث في إطار الحوار الاستراتيجي سيبحث "سبل استمرار الولاياتالمتحدة في دعمها للجهود التي يبذلها المغرب من أجل ترجمة الالتزامات إلى أفعال". وفي ما يتعلق بالاقتصاد٬ أعربت عن أملها في مضاعفة حجم الصادرات المغربية نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية وتشجيع الاندماج الاقتصادي في شمال إفريقيا٬ والذي "سيستفيد منه المغرب كثيرا بحكم استقرار المملكة والمتانة الكبيرة لقاعدتها الاقتصادية".