شكلت آليات المشاورات السياسية المنتظمة وقضية الصحراء وتعزيز العلاقات الإقتصادية بين الولاياتالمتحدة والمغرب محور المباحثات التي جرت، أول أمس الخميس، بواشنطن بين كاتبة الدولة الأمريكية، هيلاري كلينتون٬ ونظيرها المغربي، سعد الدين العثماني. وقال العثماني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب هذه المباحثات، "لقد تطرقنا مع كاتبة الدولة الأمريكية لآليات المشاورات السياسية المنتظمة، واتفقنا على التوقيع مستقبلا على مذكرة تفاهم تروم عقد هذه المشاورات بصفة منتظمة" . وأضاف العثماني أنه جرى، خلال هذا اللقاء، التطرق أيضا للعلاقات الاقتصادية بين المغرب والولاياتالمتحدة، مشيرا إلى أن حجم المبادلات التجارية والاستثمارات بين البلدين يبقى دون مستوى تطلعات حكومتي البلدين. وقال إنه "جرى الاتفاق على عقد منتدى يجمع رجال الأعمال المغاربة بنظرائهم الأمريكيين". وأبرز أن اللقاء تطرق، أيضا، لقضية الصحراء المغربية، مضيفا أنه اغتنم هذه الفرصة "لعرض وجهة نظر المغرب المتعلقة بمسلسل المحادثات غير الرسمية والتطرق للقضايا الإنسانية وإجراءات الثقة، وكذا للجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء". وأكد العثماني، في هذا السياق، ضرورة التركيز على ظروف عيش السكان المحتجزين بمخيمات تيندوف، وكذا ضرورة إحصاء هؤلاء السكان تماشيا مع القانون الدولي. كما تركز اللقاء حول الإصلاحات التي قام بها المغرب٬ وإبراز تميز التجربة المغربية على الصعيد الإقليمي، وبصفة خاصة على مستوى التعددية السياسية والعدالة الانتقالية. وعلى الصعيد الدولي استعرض الجانبان التهديدات الأمنية، التي تواجهها المنطقة بفعل الانتشار الواسع لأسلحة النظام السابق للقذافي. وأعرب العثماني عن استعداد المغرب للتعاون مع جميع الدول المعنية بالمنطقة، بهدف مواجهة التهديدات وانعكاساتها الإنسانية. وخلص العثماني إلى القول "إننا بحثنا الأزمة السورية٬ وجددنا التزام المغرب بالعمل على وقف العنف ودعم الشعب والمعارضة السوريين، بتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة، وبصفة خاصة أعضاء الجامعة العربية بغية إيجاد حل لهذه الأزمة". وجرت هذه المباحثات بحضور٬ على الخصوص٬ سفير المغرب بواشنطن، رشاد بوهلال. من جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون رغبة المغرب في توطيد العلاقات الثنائية المتينة التي تربطه مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال العثماني "يسرني أن أكون هنا اليوم بهدف تعزيز العلاقات القوية٬ بالفعل٬ القائمة بين بلدينا"٬ مبرزا أن المغرب يعتزم تعزيز "علاقاته السياسية والاقتصادية مع الولاياتالمتحدة في السنوات المقبلة بشكل أكبر". وفي معرض حديثه عن الدور الذي تضطلع به المملكة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة٬ قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون إن المغرب٬ بوصفه عضوا غير دائم في مجلس الأمن٬ سيعمل "كل ما في وسعه من أجل أن يسود السلام والأمن، ليس فقط في شمال إفريقيا٬ ولكن في جميع أنحاء المنطقة وبقية العالم". وأضاف أن "المغرب تحدوه الرغبة في أن يضطلع بالدور الذي يتعين أن يلعبه على الصعيدين الإقليمي والدولي". من جانبها، أبدت وزير الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون٬ أول أمس الخميس، بواشنطن٬ ارتياحها لمستوى العلاقات "المتينة" و"المستدامة" القائمة بين بلادها والمغرب. وأدلت رئيسة الدبلوماسية الأمريكية بهذا التصريح للصحافة، قبيل بدء مباحثاتها بمقر وزارة الخارجية، مع سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الذي يقوم حاليا بزيارة رسمية لواشنطن. وقالت كلينتون إن "العلاقات الثنائية بين المغرب والولاياتالمتحدة٬ والتي تعود إلى بدايات نهضة أمتنا٬ متينة ومستدامة". وأضافت أنها ستواصل مع العثماني المباحثات حول "سبل مزيد من العمل سوية من أجل تعزيز الاقتصاد المغربي وتوسيع تعاوننا بشأن الأمن وكذا بشأن قضايا أخرى مهمة". وأشارت إلى أن قضايا ذات طابع إقليمي ودولي ستكون، أيضا، ضمن جدول أعمال المباحثات الثنائية. كما أشادت وزيرة الخارجية الأمريكية بالدور "الريادي الكبير" للمغرب داخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. يذكر أن الولاياتالمتحدة كانت أول بلد يهنئ المغرب على انتخابه٬ في أكتوبر الماضي٬ كعضو غير دائم بمجلس الأمن لولاية تستمر سنتين. وقالت الخارجية الأمريكية حينها إن "المغرب يلتحق بمجلس الأمن لولاية ثالثة في وقت تواجه الأممالمتحدة تهديدات جدية للسلم والأمن العالمي".