عدسة: أم ب بريس استهلاك الخمور في البلدان الإسلامية آخذٌ في الارتفاع، هذا ما خَلُصَتْ إليه دراسة أنجزتها كل من منظمة يورو مونيتور ومنظمة الصحة العالمية ومعهد البحوث الاجتماعية بجامعة ميتشجان لفائدة مجلة ليكونوميست البريطانية في الفترة الممتدة ما بين 2001 و2011، وتقدر الدراسة ارتفاع مبيعات المشروبات الكحولية في الشرق الأوسط ب72% في حين يصل المعدل العالمي إلى 30%. وقد احتل المغرب المرتبة الثانية عشرة بين البلدان الإسلامية باستهلاك سنوي بلغ 1,47 لتراً لكل نسمة (+15عاماً). متقدماً بذلكَ على عدة بلدان كتونس (1,29 لتراً) وإيران (2,4 لتراً)، ومصر (0,37 لتراً)، والمملكة العربية السعودية (0,25 لتراً)، أو باكستان (0,06 لتراً). وحسب الدراسة ذاتها صنف المغرب في مرتبة متأخرة عن أذربيجان (10,06 لتراً)، وألبانيا (6,7 لتراً)، وتركمنستان (4,7 لتراً)، التشاد (4,4 لتراً)، أوزبكستان والبحرين (3,7 لتراً)، وطاجكستان (3,4 لتراً)، جيوبتي (2,9 لتراً)، والعراق (2,4لتراً)، ولبنان (2,3 لتراً)، وتركيا (1,9 لتراً). وحسب الدراسة ذاتها، فإن الارتفاع لا يمكن ربطه فقط باستهلاك غير المسلمين والمغتربين"، وكدليل على ذلك وضعت المجلة الأصبع على ارتفاع مبيعات وإنتاج الخمور التقليدية "فالسوق السوداء للمشروبات الروحية تزدهر في ليبيا، فيما يعرف عن الإيرانيين صنعهم للبيرا داخل البيوت". وقبل هذه الدراسة، كان مركز بحوث النبيذ والمشروبات الروحية (IWSR) أشار إلى أن المغرب قد استهلك خلال 2010 ما مقداره 117.5 مليون لتر من المشروبات الكحولية. فيما ذهبت من جانبها، منظمة الصحة العالمية في تقريرها في فبراير 2011 إلى أن معدل الاستهلاك للنسمة المسجل في الفترة ما بين 2000 و2005 يربو على نصف لتر للنسمة. أي أقل بكثير مقارنة مع الجزائريين والتونسيين الذين يستهلكون 0.7 لتراً و1.09 لتراً على التوالي للنسمة. بخصوص عادات المغاربة الاستهلاكية، أظهرت دراسة منظمة الصحة العالمية أن المغاربة يفضلون البيرا (50%من مجموع الاستهلاك)، متبوعة بالنبيذ (37%) ثم المشروبات الروحية (13%). وفي رصدها لمستهلكي الخمر بشكل منتظم فقط دون غيرهم، أبانت الدراسة أن الاستهلاك قد بلغ خلال الفترة ما بين 2003 و2005 معدلا يقارب 24 لتراً من الكحول الخالصة لكل دائب على استهلاك الخمور. ويذكرُ أن الكحول تبقى مسببا ل 4% من الوفيات العالمية. لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة. ويرتفع المعدل حتى 9%. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن الاستهلاك الضار من الكحول يسفر عن 2.5 مليون حالة وفاة سنويا، علاوةً على التسبب في أمراض وإصابات بأعداد كبيرة.