نتوقف في هذه الحلقة من "نجوم التراويح" مع نجم من الصحراء المغربية، قدمه فاعلون بمدينة العيون كنموذج للشباب الصحراوي المحب لدينه المتعلق بكتاب الله، المليء القلب بحب مرتادي المساجد. ضيفنا القارئ الشاب سيدي أحمد موسى جندلي من مواليد سنة 1982، وحصل على شهادة الباكالوريا سنة 2001، بدأ اهتمامه بالقرآن الكريم قراءة وتلاوة قبل أن يقرر حفظه كاملا سنة 2004 بدار للقرآن بالعيون، أتم الحفظ في ظرف سنة ونصف، وانتقل إلى مدينة تارودانت ليمضي فترة بمنطقة أولاد برحيل وفترة ثانية بمنطقة أولاد تايمة بحثا عن اتقان التلاوة والقراءة على أيدي من وصفهم بشيوخ يعود إليهم الفضل بعد الله عز وجل في ما هو عليه اليوم من حسن صوت وجودة أداء. الإمام جندلي قال ل"هسبريس" التي زارته في مسجد صغير فوق سطح بناية "قيسارية" يؤم فيه صلاة التراويح للسنة الرابعة على التوالي، إن التحاقه بالإمامة كان مجرد صدفة بعد أن دخل إلى المسجد الصغير ليؤدي إحدى الصلوات الجهرية المكتوبة، فإذا به يتقدم للصلاة بتجار "القيسارية"، ليصبح إماما بعد أن طلبوا منه أن يؤمهم في صلاة التراويح خاصة أن رمضان كان على الأبواب حينها. وهب الله للإمام جندلي صوتا نديا وشجيا، حسّنه بتعلمه قواعد التجويد وتطبيقها، تنطلق الحروف عند جندلي من مخارجها بغنة تجعل الواقف خلفه يخشع في الصلاة، وجعلت من المستمع له مصرا على الصلاة خلفه. المسجد الذي يؤم فيه جندلي الناس مسجد صغير لا تتجاوز طاقته الاستعابية بضع عشرات، يقع قبالة حي معطلا، وهبه صاحب "القيسارية" المعروفة محليا باسم الديش، وكان مُخصصا في الأصل لأداء الصلوات الخمس دون صلاة الجمعة، إلا أنه اليوم بات قبلة مفضلة لدى العديد من أبناء العيون ومن مختلف الأحياء، وباتت كل الأزقة والشوارع القريبة منه فضاء للصلاة، ويُقدر القائمون على المسجد المقبلين على صلاة التراويح فيه بأزيد من 6000 مصلّ. لمسجد "قيسارية الديش" إمام متميز استطاع استقطاب الآلاف من المصلين، "لأن أهل الصحراء معروفون باهتمامهم بالقرآن الكريم وبتقديرهم لمن يعتبرون أنه مُتقن لقرائته"، يؤكد جندلي مضيفا أنه لا يعتبر أن له الفضل في العدد الكبير من المصلين الوافدين على مسجده، ولكن "هذا شهر القرآن وشهر القيام وعد فيه الله عباده المخلصين الأجر والثواب". يعتبر فاعلون بالعيون مسجد "قيسارية الديش" ظاهرة، مسجد صغير استقطب ما لم يتمكن أكبر المساجد بالمدينة استقطابه، له لجنة تنظيمية تتكون من سبع نساء وحوالي 14 شابا يسهرون على كل صغيرة وكبيرة تخص المسجد، فهم من يهتم بنظافته وبأفرشته وبصوتياته وتوزيع الماء الشروب على المصلين، وأيضا يشرفون على عملية تنظيم المرور بجنباته. المسجد "الظاهرة" جعل الكثير من المحسنين يقبلون بدورهم عليه، لكن الإمام جندلي يطلب منهم دائما بأن يتبرعوا للمسجد عينيا فقط لا ماديا، من خلال الحليب والتمر والماء الشروب، وكل ما يخص اللوجيستيك، بعد أن قطع على نفسه ألا يأخذ درهما واحدا مقابل إمامته.