أثارت إمامة طفل قاصر يبلغ من العمر 12 سنة للمصلين في صلاة التراويح بالناظور، جدلا ونقاشا فقهيا بين المواطنين رغم الإقبال الكبير الذي يعرفه مسجد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي يؤم فيه هذا الطفل المصلين، فهناك فئة ترفض الصلاة وراءه بمبرر أنه لا تتوفر فيه شروط الإمامة، وطالبوا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي المحلي بحسم الخلاف، حسب موقع «لكم». ويعرف مسجد محمد بن عبد الكريم الخطابي إقبالا كبير أثناء صلاة التراويح، بسبب إمامة الطفل محمد بسينتي للمصلين بهذا المسجد، وهذا الطفل الذي يعتبر ظاهرة رمضانية ويمكن تصنيفه من نجوم التراويح خلال هذا الشهر، تمكن من حفظ القرآن بكامله في سن التاسعة، وذلك بعد مغادرته للتعليم المدرسي العمومي من السنة الأولى ابتدائي ليتفرغ لحفظ القرآن بتوجيه من والده، ثم توجه بعد ذلك بدارسة العلوم الشرعية بمدرسة الإمام مالك التابعة للمجلس العلمي الإقليمي بالناظور. لكن إمامة هذا الصبي للمصلين، أثارت جدلا فقهيا وشرعيا، فحسب شروط الإمامة في المذهب الملكي، الذكورية والتكليف يعني العقل والبلوغ، وشروط الإمام في هذا المذهب لا تصح الصلاة خلف المجنون وخلف الصبي، لأنهما غير مكلفين، لقول الرسول (ص): «الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن»، والصبي والمجنون لا يكونان ضامنين، وهذا الحديث أخرجه أبو داود والترمذي في الصلاة. وعكس ذلك يرى المدافعون عن الصلاة وراء هذا الطفل، أن شروط الإمامة المنصوص عليها في مذهب الإمام مالك تخص الصلوات المفروضة، وأن إمامة الطفل القاصر للمصلين في صلوات النوافل مقبولة شرعا بشرط أن يكون حافظا للقرآن ويجيد تلاوته.