بعض وسائل الإعلام خاصة المكتوب منه تتجاهل الأدوار الرائدة للمرأة المغربية، هذه واحدة من خلاصات دراسة أنجزتها وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن في موضوع "صورة المرأة في الإعلام المغربي". كما انتقدت تجاهل وسائل الإعلام للأدوار الرائدة للمرأة وإعادة إنتاج صور نمطية كصورة المرأة الضحية أو التقليدية أوالاستهلاكية. الدراسة ذهبت إلى أن هناك تفاوتا بين الخطاب السياسي وواقع صورة المرأة في الإعلام المغربي، كما سجلت الدراسة غياب "استراتيجية إعلامية واضحة" في مواضيع تخص قضايا المرأة. "" وذهبت الدراسة إلى أن العنف والتحرش الجنسي ضد النساء لا تعيره الصحافة المكتوبة اهتماما كبيرا، كما أقرت بهيمنة الرجال على المواضيع السياسية والاقتصادية والرياضية. لم تقتصر الدراسة على انتقاد وسائل الإعلام فقط، بل أفادت أن المسلسلات التي تبثها القنوات المغربية خلال شهر رمضان تسئ إلى المرأة وترسخ لصور نمطية وتحط من قيمة عمل الجمعيات النسائية، لكن الدراسة استطردت وأوضحت أن مخرجين وكتاب سيناريو من الجيل الجديد قدموا صورة مختلفة عن المرأة وأظهروها كمرأة تبحث وتختار وتطور أفكارها. في مجال الإشهار، سجلت الدراسة أن المرأة ما تزال رهينة الصور النمطية المختزلة في دور ربة بيت أو رمز للذة والمتعة، بينما تقدم الرجل في أدوار الرئيس أو المدير أو رجل الأعمال، ولخصت إلى أن الإشهار يظهر المرأة تخدم الرجل بالدرجة الأولى. في محاولة للخروج من هذه الصورة النمطية للمرأة، أوصت الدراسة بتعبئة جميع الفاعلين كي تعكس الخطابات الإعلامية الصورة الحقيقية للمرأة وعدم حصرها في صور نمطية لا ترقى إلى مستوى المكانة التي أصبحت تحتلها اليوم في مختلف المجالات. الدراسة تندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية من أجل الإنصاف والمساواة بين الجنسين، وتطمح إلى تغيير الصور التمطية للمرأة. وخلال تقديم المشروع، دعت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن نزهة الصقلي إلى تكريس ثقافة المساواة بين الجنسين في وسائل الإعلام وعدم حصر المرأة المغربية في أدوار اجتماعية نمطية لا تراعي المكانة التي تحتلها كفاعلة أساسية في التنمية داخل المجتمع. كما طالبت من وسائل الإعلام المغربية إلى أخذ الواقع الحقيقي للمرأة بعين الاعتبار وعدم تقديم نماذج بعيدة عن الواقع تتغاضى عن النجاح الذي حققته النساء اللواتي يساهمن فعليا في تطور المجتمع. ووعدت الوزيرة بالعمل على ملاءمة الترسانة القانونية لصالح إرساء مبدأ المساواة وإنصاف المرأة وإشراكها في صنع القرار. من جهته اعترف يونس مجاهد، رئيس نقابة الصحافيين المغاربة بوجود وسائل إعلام تروج للخطابات التي تكرس الصورة النمطية للمرأة وترسخ النظرة الدونية للنساء داخل المجتمع، رغم المكانة المهمة التي تشغلها المرأة المغربية اليوم داخل المجتمع. ودعا إلى تكريس ثقافة إعلامية مناهضة لكل أشكال التمييز وتدافع عن مواضيعها بموضوعية ومهنية.