كشفت دراسة حول صورة المرأة في الإعلام المغربي، الوضعية والآفاق، أن المواضيع السائدة حول المرأة في الصحافة المكتوبة غالبا ما تكون حول الجنس والحب والإجرام والأخبار المتنوعة، فيما تكون صورتها على الأغلفة مرتبة عادة إما عاهرة أو مغتصبة أو مجرمة أو نجمة أو أميرة. وأوضحت الدراسة، التي أعدت تحت إشراف وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن عرضت نتائجها أول أمس الاثنين بالرباط، أن جل الوصلات الإشهارية تختزل صورة المرأة كموضوع للمتعة أو التعامل معها ربة بيت، في حين يقوم الرجل في غالب الأحيان بدور الرئيس، والمدير ورجل الأعمال، والطبيب. وبينت الدراسة أن 85 في المائة من مضمون المقالات التي تنشرها أو تبثها وسائل الإعلام المغربية تتضمن شحنة سلبية، بينما 15 في المائة فقط تتحدث عن المرأة بشحنة إيجابية. وبخصوص تناول المرأة في الأجناس الصحفية، في الصحافة المكتوبة، فتتصدر المرأة أخبار المحاكم، وبريد القراء، والعمود والخواطر. ومن جهة أخرى، أفادت هذه الدراسة، التي أعدتها نادية مهيدي المعهد العالي للإعلام والاتصال، أن ضعف مستوى أغلب المسلسلات الرمضانية تسيء للمرأة، حيث ترسخ لكثير من الصور النمطية (صورة المرأة الانتهازية،المعنفة، الصبيانية، ...). وفي السياق ذاته دعت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، إلى ضرورة المعرفة العميقة بالنمطية المستعصية التي تحد من الوعي بالقيم وبثقافة المساواة بن الجنسين، وتقوية الإطار القانوني بشكل توافقي لمحاربة جميع الأشكال التي ترمي إلى النيل من صورة الأشخاص، وعلى وجه الخصوص المرأة. وطالبت الصقلي وسائل الإعلام بأخذ الواقع الحقيقي للمرأة بعين الاعتبار وعدم تقديم نماذج بعيدة عن الواقع تتغاضى عن النجاح الذي حققته النساء اللواتي يساهمن فعليا في تطور المجتمع. وقالت الصقلي، في كلمتها الافتتاحية التي ألقتها بمناسبة تقديم الدراسة، ينبغي نشر ثقافة المساواة بالاعتماد خاصة على إرثنا الديني الذي يزخر بالتعاليم والصور المشرفة للمرأة مثل أمنا خديجة رضي الله عنها كأنجح مقاولة وأمنا عائشة التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء، إضافة إلى الاعتماد على الإرث التاريخي من خلال صور خالدة كنداء صاحبة السمو الملكي الأميرة للا عائشة في خطابها التاريخي في شهر أبريل ,1947 من أجل استثمار المرأة في المدرسة لتلعب الدور المنوطة بها في التنمية والتحديث. ومن جهته اعتبر عبد الوهاب الرامي، أستاذ وباحث جامعي في المعهد العالي للإعلام والاتصال في تدخل له أثناء المناقشة، إلى أنه لا ينبغي إلقاء المسؤولية على وسائل الإعلام وحدها، موضحا أن بعض الصور النمطية عن المرأة يمررها الفاعلون والفاعلات السياسيات من خلال لقاءاتهم مع الصحافة. وتساءل الرامي عن مدى قدرة المرأة عن تصحيح هذا الوضع عبر اعتمادها مقاطعة منتوجات تروج لصور مسيئة للمرأة في مجال العطور مثلا. يذكر أن الدراسة شملت مجموعة من الانتاجات الإعلامية المغربية سواء الصحافة المكتوبة اليومية والأسبوعية لسنة 2006 باللغة العربية والأمازيغية والفرنسية، والتلفزة والإذاعة سواء بالعربية أو الفرنسية والأمازيغية..