انتقدت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، برنامج «حوار» الذي يعده مصطفى العلوي في القناة التلفزيونية الأولى بسبب تغييبه للنساء في جميع البرامج الحوارية. وقالت الصقلي أول أمس خلال تقديم دراسة حول «صورة المرأة في الإعلام المغربي: الوضعية والآفاق» إن برنامج «حوار» طيلة خمس سنوات لم يستدع أي امرأة للمشاركة فيه. وانتقدت الصقلي تعاطي وسائل الإعلام في المغرب مع قضايا المرأة، واستمرار التركيز على الجوانب المرتبطة بالإثارة فقط وتجاهل ما تحقق من تغيرات على صعيد المساواة بين الجنسين في المغرب. وتساءلت لماذا يوجه إلى المرأة المشاركة في الحياة السياسية دائما ذلك السؤال التقليدي حول كيفية المزاوجة بين نشاطها السياسي ومسؤولياتها داخل الأسرة، دون أن يوجه نفس السؤال إلى الرجل، وقالت إن مثل هذا السؤال هو سؤال تمييزي يبين العقلية السائدة في التعاطي مع شؤون الجنس الآخر في الإعلام المغربي. وأوضحت الدراسة التي قامت بها الباحثة نادية المليلي، وشارك في تقديمها أول أمس وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ووزارة الاتصال ووزارة الثقافة واتحاد وكالات الإشهار والإعلام والفيدرالية الوطنية للصحافة المغربية وجمعية مهنيي الإشهار في المغرب، أن صورة المرأة في الإعلام المغربي لا تعكس حقيقة الواقع الملموس والتطورات الحاصلة في المجال النسائي منذ العهد الجديد، بالرغم من أن المرأة أصبحت لاعبا رئيسيا في جميع مناحي العمل الاجتماعي والسياسي، ووصول 34 امرأة إلى البرلمان منذ انتخابات عام 2002 ومشاركة 7 وزيرات في الحكومة الحالية. وأضافت الدراسة، التي وزع على الصحافيين ملخص قصير لها فقط، أن العديد من وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة في المغرب تتجاهل الأدوار الجديدة للنساء ولا تركز إلا على الجوانب ذات العلاقة بالجنس والبعد الحسي والوظائف التقليدية داخل الأسرة، مثل تربية الأطفال والغسيل والتنظيف، وهي الأدوار التي يجري التركيز عليها في الوصلات الإشهارية. وفي هذا الإطار أشارت الدراسة إلى أن 15 في المائة فقط مما يكتب في الإعلام عن المرأة يعكس الوجه الإيجابي لصورة المرأة، بينما 85 في المائة تعكس الوجه السلبي. وخلصت الدراسة في نتائجها إلى أن هناك غيابا لأي استراتيجية واضحة تجاه قضية المرأة في الإعلام، وطغيان الأحكام المسبقة عن المرأة، المبنية على الجنس بالخصوص، واعتبار السياسة اختصاصا ذكوريا مقصورا على الرجال، وانتشار الأخطاء المهنية في مقاربة شؤون المرأة.