لم تجد الدراسات والحملات التحسيسية، ولا برامج الجمعيات النسائية، التي تناضل على مستويات عدة من أجل تحسين صورة المرأة في الإعلام والبرامج التلفزية، ولا الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام المغربي، في الكف عن التعامل مع المرأة مثل بضاعة، أو شيء دون هوية. ومن أبرز ما جسد هذا الواقع السلبي، "أغنية" بثت في حلقة يوم 29 غشت الماضي، في برنامج للقناة الثانية، دوزيم" "أمسيات رمضان"، يردد فيها سعيد الصنهاجي لازمة تقول "عزبة أو مزوجة، المرا ضلعة عوجا"، تكرس النظرة الدونية للمرأة في وسائل الإعلام، والبرامج التلفزية والحملات الإشهارية. وقالت بشرى عبدو، عضو المكتب الوطني للرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، إن "الرابطة تندد بكل الأشكال التي تسعى إلى تشييء المرأة، سواء في الأغنية الشعبية، أو المغربية، أو العربية"، مضيفة أن "على الدولة تشديد المراقبة على مثل هذا النوع من الأغاني، خصوصا أن عملية بيع وشراء الأغاني تجري دون حسيب ولا رقيب". وأضافت الفاعلة الجمعوية ل "مساواة" أنه "في الوقت الذي توجد قوانين تنصف المرأة، وجمعيات تعمل جاهدة لمساعدة النساء، نصطدم بأغان رديئة، تمس بكرامة المرأة وكينونتها"، مشددة على أن "المرأة ليست "ضلعة عوجا"، بالنظر إلى إنجازاتها، وعطاءاتها، وما حققته على مر السنين". وقالت إن "على الجمعيات النسائية الوقوف على أي انتاج رديء، مع ضرورة تفعيل الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام، من خلال مده بميكانيزمات فورية، حتى يأخذ مجراه الحقيقي، والوقوف أمام احتقار المرأة وإهانتها". من جهتها، ترى فوزية العسولي، رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة، أن الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام، لم يجر تفعيله بشكل إيجابي لحد الآن، وأن صورة المرأة تظل نمطية، وتكرس دونيتها وتحقيرها، وتعيد إنتاج الفكر الدوني حولها،. وهذا ما تروجه مجموعة من الإعلانات والبرامج التلفزية، ومجموعة من السكيتشات والتمثيليات وكلمات الأغاني، وفي الإعلام السمعي البصري، وحتى المكتوب، وفي كثير من البرامج، رغم بعض المجهودات المسجلة في بعض الأعمال الفنية". وتطالب الرابطة بإصدار قانون إطار لمناهضة كل أشكال العنف ضد النساء، بما فيه العنف الرمزي، لتوفير الآليات الضرورية، الملزمة لكل القطاعات والوزارات، من أجل التتبع والسهر على تحسين صورة المرأة، وتغيير العقليات، والقضاء على الصور النمطية في الإعلام والتعليم، وبناء ثقافة المساواة بين الجنسين. ورغم صدور الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في الإعلام، قبل 4 سنوات، فإن وسائل الإعلام ( صحافة مكتوبة، وإذاعة، وتلفزة، وإشهار) تستمر في ترويج الصور النمطية للمرأة ، وتعيد إنتاج الأدوار والتمثلات المبنية على التمييز بين الجنسين، والمحطة بكرامة المرأة، التي لا تعكس المكانة الحقيقية للمرأة في مغرب اليوم. ونص الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام، على تخصيص جائزة وطنية للوصلات الإشهارية، التي تحترم صورة النساء، كما تخصص جوائز للمقالات الصحفية، والبرامج الإذاعية والتلفزية، والعروض المسرحية، والأفلام السينمائية، التي تعالج قضايا المرأة بجدية وموضوعية ومهنية. وأنيطت بالمركز المغربي للإعلام والتوثيق والدراسات حول المرأة، بتعاون مع القطاعات الحكومية ذات الصلة، وبشراكة مع الجمعيات المهتمة بقضايا النساء، مهام تتعلق بتجميع المعطيات المرتبطة بالمواد والإنتاجات الإعلامية، التي تتناول كل ما له صلة بالنساء، ورصد المواد الإعلامية المتنافية وروح هذا الميثاق، وإنجاز بحوث سنوية لاستطلاع الرأي العام، حول صورة النساء في المجتمع، ومدى تأثير الإعلام في تحسينها، من خلال الخطابات الإشهارية، والإعلامية، والمسرحية، والسينمائية.