الخطاب الداعي إلى مقاطعة المنتجات (الغربية ولا أقول المنتجات الدانماركية نظرا لاتساع رقعة الإساءة التي طالت مقدسات المسلمين في أوربا وفي العالم الغربي مؤخرا) إنهذا الخطاب هو خطاب طوباوي بامتياز وأبعد ما يكون عن الموضوعية والمصداقية وكل أشكال الواقعية وذلك ما ستوضحه علامات الإستفهام التالية: "" هل فهم المسلمون دينهم أولا ؟ هل بذلوا الجهد المطلوب في توضيح صورة الإسلام لغير المسلمين ؟هل وقفوا وقفة صريحة مع أنفسهم وحددوا لأي إسلام هم مسلمون ؟ هل هو إسلام الشيعة أم إسلام العلويين أم إسلام الإسماعيليين أم إسلام الدروز أم إسلام السنة أم إسلام الوهابية أم إسلام الطرقية أم إسلام السلفية أم إسلام الزيدية أم .. أم ؟.. هل ألَّفوا بين ذواتهم كمسلمين ؟وهل اتحدوا على مقدس واحد وتاريخ إسلامي واحد ؟ هل اقتنعوا بمعتقداتهم على الوجه الذي يخولهم ترشيد الوعي العالمي في اتجاه الإسلام ؟هل المقاطعة حل مُجْدٍ ؟هل هناك بديل حقيقي عن كل المنتجات التي تصدرها كل الدول المساهمة في الإساءة والمستهدفة من المقاطعة علما أن الشعوب الإسلامية في الغالب شعوب مستوردة،مستهلكة، متلقية،غير فاعلة ،تقبع في الدرك الثالث من التراتبية العالمية وتحوم مع دول المحيط ؟ ألم يسيء المسلمون بأنفسهم إلى مقدساتهم قبل أن يسيء إليها الغير ؟ألم يسيؤوا بدورهم إلى غير المسلمين؟ ألم يقسموهم بين ذميين ومهدوري الدماء ؟ألم يستبيحوا نساء وأولاد غير المسلمين فجعلوهم سباياعلى مر الحروب التي شهدتها العصور الغابرة؟ ألم يجعلوا أهل الذمة في الطبقات المتدنية في السلم الإجتماعي الإسلامي ؟... ألم يُضَيقوا نطاق الحرية الفكرية والحرية الشخصية للفرد ؟ألم يُضَيقوا على قرارات الفردالدينية ؟ألم يحاولوا مرة أن ينظروا إلى التراث الديني بعينين من الواقع المعاش وليس بعين واحدة جامدة عمشاء متوارثة مع التراث نفسه ؟ألا توجد بعض الإتجاهات التي تسعى إلى تنميط الإسلام وتجميد نصوصه وتضييق نطاقه وحبس وليس تقنين عالمه الشعائري الشاسع ؟ ًنظرة بسيطة على بعض القنوات الدينية التي بدأت في الإنتشارعبر الساتيليت انتشاراً فطريا على غرار سالفتها من القنوات الفنية المبتذلة ... نظرة واحدة ستجعل الفرد الممحص يصاب بدوار في رأسه ،سيشعر بغرابة التناقض بين القول والفعل ،بين القول والواقع .. بين القول والقول .. بين القول والممكن .. بين القول والقائل .. بين دين الناس ودين الفجر ودين إقرأ ودين المجد ودين المنار ... بين الحق والباطل الذي يتلون حسب الجهات التي تمَول وتسَير كل قناة على حدة ... هذا التناقض يفت من قيمة تلك الأقوال والجمل البراقة ويجعلها حبيسة علامات استفهام كثيرة .. أنا كمسلم عربي بالوراثة أبحثُ عن إجابة على كل هذه الأسئلة ... فهل من مجيب يقنع ولا يقمع ؟؟ عن مدونة ابن الجبل العتيق