دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الحكومات الإسلامية والعربية إلى ممارسة كل ما تملكه من وسائل الضغط السياسي والدبلوماسي على الحكومتين الدانماركية والنرويجية لوقف حملات الإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهدد الاتحاد في بيان أصدره السبت 21-1-2006 بدعوة المسلمين إلى مقاطعة المنتجات والبضائع الدانماركية والنرويجية في حالة عدم قيام المسئولين في البلدين باتخاذ موقف قوي إزاء هذه الإساءات المتكررة. وأشار البيان إلى "خيبة أمل الاتحاد من رد فعل الحكومة الدانماركية تجاه الجهود التي بذلتها منظمة المؤتمر الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ورابطة العالم الإسلامي، وعديد من الدول العربية والإسلامية والذي انحصر في إعلان رئيس وزراء الدانمارك عن تقدير بلاده لحرية التعبير وإدانة حكومته لأي تعبير أو عمل يسيء إلى مجموعات أو شعوب بسبب دينهم أو أصلهم العرقي". ونشرت صحيفة "جيلاندز بوستن" الدانماركية في سبتمبر الماضي 12 رسما كاريكاتيريا تصور الرسول صلى الله عليه وسلم في أشكال مختلفة، وفي أحد الرسوم يظهر مرتديا عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه؛ الأمر الذي أثار انتقادات واسعة واحتجاجات من قبل الأقلية المسلمة بالبلاد، وطالبوا باعتذار رسمي من جانب الصحيفة التي رفضت ذلك، محتجة بأن ما نشرته يدخل في إطار حرية التعبير، ثم قامت مجلة "ماجازينت" النرويجية يوم الثلاثاء 10-1-2006 بإعادة نشر نفس الرسوم. وقال بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي: "كان من المتوقع أن يصدر اعتذار يناسب الخطيئة التي ارتكبتها الصحيفة الدانماركية، وقلدتها فيها الصحيفة النرويجية، ولكن ذلك لم يحدث". المقاطعة وأضاف: "إن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يهيب بالمسئولين في النرويج والدانمارك ليقفوا موقفا قويا من هذه الإساءات المتكررة إلى أمة الإسلام وإلى رسول يؤمن به ويتبعه مليار وثلث المليار من البشر حتى تظل العلاقة بين هاتين الدولتين وبين المسلمين من مواطنيهما وغيرهم إيجابية؛ وإلا فإن الاتحاد سيضطر أن يدعو ملايين المسلمين في العالم كله إلى مقاطعة المنتجات والبضائع والنشاطات الدانماركية والنرويجية كافة". ودعا البيان في الوقت نفسه الدول العربية والإسلامية إلى مقاطعة المعرض المقرر أن تنظمه الدانمارك خلال الأسابيع المقبلة تحت عنوان "صور من الشرق الأوسط"، وهو المعرض الذي يقوم على ترتيباته "المركز الدانماركي للثقافة والتطور". واعتبر أن هذه المقاطعة "هي أقل ما يفعله كل مسلم ويجب أن يدعو إليها كل داعية وعالم، في حالة الاستهانة بمشاعر المسلمين؛ ردا على ما نشر في صحف هذين البلدين من بذاءة فجة تتناول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم". وقال الاتحاد: إن "على الحكومات الإسلامية والعربية أن تنقل إلى الحكومتين الدانماركية والنرويجية مشاعر شعوبها المسلمة الغاضبة من الإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنشر تلك الرسوم الكاريكاتيرية السخيفة". وفي أكتوبر الماضي اعترض سفراء من الدول الإسلامية والعربية، منها مصر وباكستان وإيران والبوسنة وإندونيسيا على نشر الرسوم في رسالة وجهوها إلى رئيس الوزراء الدانماركي أندرس فوج راسموسن وطالبوا الصحيفة بالاعتذار. إلا أن راسموسن قال في رد مكتوب: إنه لن يتدخل في تلك المسألة بدعوى أن حرية التعبير هي من أهم أسس الديمقراطية الدانماركية. وكان راسموسن قد حث شعب الدانمارك في خطاب ألقاه بمناسبة بداية العام الجديد 2006 لممارسة حقه في حرية التعبير دون الحث على كراهية المسلمين أو الأقليات الأخرى، في خطوة تم وصفها بأنها بمثابة خطوة تصالحية مع المسلمين. كما تعهد الأزهر الشريف الشهر الماضي بالتوجه إلى الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لتصعيد قضية نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم فيما اعتبره ازدراء واضحا للمسلمين. للمزيد من المعلومات http://www.iumsonline.net