الأكيد أن نزهة الصقلي لا يزعجها صوت الآذان، والأكيد أن هي قبل كل شيء امرأة مسلمة ومناضلة في حزب سياسي لم يسبق في تاريخه أن كان ضد الإسلام أو المسلمين بل أن الحزب نجح بشكل خلاق في المزاوجة بين المبادئ السامية لديننا الحنيف والفكر الإشتراكي بما يخدم عجلة التقدم ويحقق العدالة الإجتماعية لعموم الشعب المغربي. سبب هذا التوضيح البديهي الذي نسوقه مضطرين هو خروج بعض الأصوات النشاز عن العادة والحد الأدنى من اللياقة هذه الأصوات التي ربما لم يعجبها الحضور المتميز لنزهة الصقلي كوزيرة ديناميكية داخل حكومة عباس الفاسي وبدا هذا الإزعاج يشكل لها نوع من الشعور بعقدة "الدونية" خاصة أولائك الذين ظلوا يعتقدون أن العمل الإجتماعي هو حكرا عليهم لا لغيرهم وأن الإسلام الذي إرتضاه المغاربة دينا هم فقط الأوصياء عليه لدرجة ذهب هؤلاء إلى إختلاق الأكاذيب التي لا تستهدف فقط نزهة الصقلي كوزيرة بل تستهدف حزبها حزب التقدم ولاإشتراكية الذي يعرف الجميع أنه كان وسيظل من المدافعين على قضايا عموم الشعب المغربي خاصة فئات الفقراء والفلاحين والعمال بما فيهم طبعا الدفاع عن قضايا فئة ظل المرحوم علي يعته يوم كان للنضال معنى يصدح بها جهورا داخل قبة البرلمان الا وهي فئة المؤذنين والأئمة. آخر هذه الأكاذيب التي حيكت ببراعة مقيتة ضد نزهة الصقلي هي أن هذه الأخيرة "طلبت من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق أن يمنع آذان الفجر لأنه يزعج غير المسلمين" هذا الكلام الذي نسب إلى وزيرة التنمية الإجتماعية والأسرة والتضامن قيل أنه كان داخل المجلس الحكومي الذي يفترض أن اجتماعاته تعقد في جلسات مغلقة وما نحن متأكدون منه هو أن لا أحد من الوزراء الأربعة والثلاثين قد أدلى بتصريح ما يفيد ما ذهب إليه أصحاب هذه الكذبة السخيفة والذين استغلوا نقطة داخل جدول أعمال المجلس الحكومي المنعقد في تاريخ 18 مارس الماضي تتعلق بمناقشة المرسوم التطبيقي للظهير الشريف بمثابة قانون رقم 150 - 84 - 1 الصادر في أكتوبر 1984 المتعلق بالأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي. إن المتمعن في صيغتي السؤال والجواب سيجد أن الأمر لا علاقة له بمنع الآذان أو ما شابه ذلك فقط البارعون في "ضرب الخط الزناتي" حوروا عن قصد وسبق لإصرار الكلام عن موضعه لحاجة في أنفسهم المريضة متجاهلين أن المغاربة ارتضوا الإسلام دينا وعليه أجمعوا فقط أن هؤلاء سيظلون حاملين لمعاولهم لتقويض هذا الإجماع ولن يستطيعوا لذلك سبيل ولو استمروا في كذبهم يعمهون. ""