أعرب المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة٬ خلال اجتماعه الأسبوعي أول أمس الاثنين٬ عن رفضه وتنديده ب"كل أشكال التطرف والدعوات إلى القتل وهدر الدم، بوصفها سلوكيات غريبة عن مجتمعنا وديننا الإسلامي الوسطي المعتدل وقيمه السمحة". وشدد حزب "البّام"، الذي أسسه فؤاد علي الهمة المستشار الحالي للملك وصديقه المُقرَّب، على ضرورة تحمل الحكومة "لمسؤولياتها في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين وضمان حريتهم٬ خاصة الحق في إبداء الرأي والتعبير الحر والمتعدد طبقا لروح الدستور الجديد"، وفق تعبير البيان الصادر عقب ذلك الاجتماع. وتكشف سطور بيان الحزب، الذي يقوده مصطفى الباكوري، عن إشارة واضحة لا لُبس فيها إلى قضية الصحفي المختار الغزيوي رئيس تحرير "الأحداث المغربية" ضد الخطيب الشيخ عبد الله نهاري، عقب اندلاع الجدل الدائر حول الحرية الجنسية، والذي تُوِّج بما اعتبره الغزيوي "هدرا لدمه" من طرف نهاري. وعلق مصدر مسؤول من داخل حزب "البام" على تلك الإشارة بالتلميح لا التصريح، في تصريحات مُقتضبة لهسبريس، بأنه كان طبيعيا أن يكون للحزب موقف واضح وقوي من النقاش الذي نشأ في البلاد حول موضوع الحريات الفردية، مضيفا أن لا أحد يمكنه القبول بالتطرف بجميع أشكاله وألوانه في المجتمع، حتى لو صدر من أية جهة كانت. وبخصوص من يرى أن الحزب تأخر في إصدار موقفه ذاك من قضية الحريات في البلاد، والضجة التي أثارتها تصريحات الغزيوي و"فتوى" نهاري، أجاب القيادي في الحزب بأنه لا يوجد أي تأخر في تسجيل موقف "البام"، وأن مواقف الحزب يعلنها جهارا نهار بكل مسؤولية وجرأة في بياناته أو عبر تصريحات قيادييه. وأوضح بأن المكتب السياسي لدى اجتماعه الاثنين المنصرم قام بتقييم عدد من القضايا السياسية التي ترتبط بأداء الحكومة الحالية، من قبيل تثاقلها القاتل في تطبيق مقتضيات الدستور الجديد على أرض الواقع دون مسوغات واضحة، فيما سجل الحزب في جانب القضايا التي تهم المجتمع ما راج من سجال حول الحريات في البلاد، فكان الموقف السياسي الذي اتخذه الحزب من خلال بيانه المشار إليه".