عدسة: منير امحيمدات "كنتُ بالبهو حين أعلن الربان عبر المنبه الصوتي للباخرة أن الرسوَّ بميناء الدارالبيضاء قد تم إلغاؤه نظراً لأسباب أمنية، ولأن وصول المركبة قد غدا موضوع سجال عام" يؤكد إيريك، موظف حكومي أمريكي لجريدة إلباييس، الذي دفع 7100 أورو لشخصين بغية خوض المغامرة. كما أن شركة النقل ‘Holland America' والوكالة المنظمة للرحلة (Vacances RSVP) أكدتا أن السلطات المغربية قد رفضت رسوَّ السفينة بالميناء. ووعياً منه دون شك بالأذى الناجم بالنسبة إلى الزوار الذي يضمنون للبلد مورداً من موارد العملة الصعبة. قام وزير السياحة، لحسن حداد، بتكذيب كل تمييز ضد المثليين جنسيا قائلا' إننا لم نمنع أي باخرة، فنحن لا نقيم اعتباراً للتفاضل الجنسي بين السياح الذين يزورون بلدنا'، وحسب إلباييس دائما، فإنه من المفترض أن يكون وزير الداخلية محند العنصر هو الذي أعطى أمراً بإيقاف الباخرة. وحسب جريدة 'الخبر' التي أشعلت فتيل السجال، كان المثليون ينوون القيام بزيارة مسجد الحسن الثاني في الدارالبيضاء، المفتوح أمام غير المسلمين خارج أوقات الصلاة. ويشار إلى أن المغرب شأنه شأن جميع البلدان الإسلامية تقريباً يعتبرُ الشذوذ الجنسي جريمة. فالفصل 489 من القانون الجنائي المغري يقر عقوبات تتراوح بين ثلاثة أشهر وثلاث سنوات من السجن، وبينَ غراماتٍ تتراوح ما بين 120 و1200 درهم للجناة. بيد أن تلك العقوبات تكاد لا تطبق بصفة نهائية على أرض الواقع، ف'الشذوذ الجنسي متسامحٌ بشأنه في المغرب لكن شريطة تواريه' تقول خديجة رياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. التي كانت قد أطلقت بالتعاون مع منظمة 'هيومان رايتش ووتش' عام 2008 عريضة ترمي إلى إبطال القانون. بيد أن تلك العريضة لم تتجاوز 800 توقيع. ف'المسألة أخلاقية أكثر منها قانونية' تفسر خديجة رياضي. لأن'التسامحُ مع الآخر لا يتم تلقينه للشباب الناشئ، والمساجدُ لا زالت توظف للتقليل من شأنه'. وقد أعاد اعتلاء رئيس حكومة إسلامي الحكومةَ التي أعقبت انتخابات نونبر الماضي، الخطاب التقليدي إلى قلب الفضاء العام. ففي آخر مارس، أثار وزير العدل والحريات الجديد، مصطفى الرميد، الجدل حين أدلى بتصريحات مفادها أن من يأتون إلى مراكش يقضون وقتهم "في ارتكاب المعاصي والابتعاد عن الله"، بيد أن هذه التصريحات تبدو غير مقلقة لخديجة رياضي التي تذهبُ إلى 'أن' السلطة في المغرب لا تزال في يد محيط الملك (المخزن)، ثم إن على الإسلاميين أن يحافظوا على التوازن لنيل رضا ناخبيهم موازاة مع تجنبهم إغضاب المخزن'. بيد أن المدينة الحمراء تضمرُ بعض العيوب، بفعل وجود عدة شبكات دعارة؛ تضمُّ بالغين وصغاراً، تؤكد خديجة رياضي." والسلطات تغض الطرف عن ذلك سيما حين يتعلق الأمر بأجانب".