منعت السلطات المغربية الترخيص لباخرة سياحية تحمل على متنها زهاء 2100 من "المثليين" قادمين من مختلف دول العالم، كانت تعتزم الرسو في ميناء الدارالبيضاء يوم الأحد 1 يوليوز، كمرحلة من مراحل رحلتهم في اتجاه العديد من البلدان.
وكانت وسائل إعلام عديدة قد تحدثت من قبل عن برنامج هذه الزيارة "السياحية"، والذي يتمثل في استكشاف هؤلاء السياح "من نوع خاص" لبعض أرجاء مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، ثم القيام بنزهة سياحية في بعض أشهر ساحات ومآثر مدينة مراكش.
وفي غضون ذلك كشفت وكالة "إفي" الإسبانية أن السفينة "نيو أمستردام" التي تقل عددا من "المثليين" وصلت إلى ميناء مدينة مالقا جنوبي إسبانيا بعد أن رفضت السلطات المغربية رسو السفينة في مدينة الدارالبيضاء.
وأعلنت شركة "آر إس في بي فاكيشنز" المتخصصة في تنظيم رحلات سياحية للمثليين أمس خلال رسالة لعملائها أن وكيلها في ميناء الدارالبيضاء أخطرها بأن "السلطات المغربية رفضت الزيارة المقررة لليوم بالرغم من الموافقة عليها في السابق".
وأوضحت الوكالة أن الأمر يمثل "نبأ مخيبا للآمال"، مضيفة ان القرار اتخذ عقب "تحول زيارة سفينة للمثليين إلى قضية عامة ومثيرة للجدل"، في إشارة إلى السفينة الأمريكية التي تحمل على متنها نحو ألفي مثلي من جنسيات مختلفة.
وحفل موقع "المثليين" المغاربة على الانترنت قبل أيام قليلة بالعديد من التعليقات التي رحبت بزيارة زملائهم الشواذ من باقي بلدان العالم، فيما تساءل الكثيرون منهم عن توقيت وصول باخرتهم بالضبط إلى ميناء الدارالبيضاء من أجل استقبالهم والتعرف عليهم.
وكان تعليق أحد المعلقين لافتا حين كتب على الموقع ذاته بأنه شاذ جنسي ينتسب إلى عائلة محافظة ومتدينة، مُحذرا طاقم الباخرة وركابها المثليين من أي اعتداء مُحتمل، قد يكون بالاختطاف أو القتل، وقد يشنه عليهم سلفيون غاضبون وغير راضين عن وصول باخرة تحمل مئات الشواذ إلى البلاد، بحسب ما كتب إنه سمعه من أحد الملتحين.
وجدير بالذكر أن الفصل 489 في القانون الجنائي المغربي يُجرم مرتكبي العلاقات الجنسية الشاذة بالعقوبة السجنية، حيث نص على أن "كل مُجامعة على خلاف الطبيعة يُعاقب عليها بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات"؛ وهو الفصل ذاته الذي يطالب الشواذ بمختلف هوياتهم الجنسية بإلغائه بدعوى أنه "يحد من الحريات الفردية ويؤثر على الاختيارات الجنسية للناس".