المؤتمر الوطني السادس للنقابة الوطنية للصحافة المغربية مؤتمر للترقيات والتخريجات بامتياز!! أكدت تشكيلة المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية التي أفرزتها أشغال المؤتمر الوطني السادس لهذه النقابة المنعقد على مدى أيام 21-22 و23 مارس الجاري بالرباط، أن هذا المؤتمر الذي عقد تحت شعار " حرية؛ مهنية وتضامن" كان مؤتمر ترقيات وتخريجات بامتياز للحفاظ على الوضع على ماهو عليه !!. فقد ترقى يونس مجاهد (الصورة) إلى رئيس وعبد الله البقالي إلى نائب للرئيس ومحمد الضو السراج إلى كاتب عام.. . ولأجل الاحتفاظ بهذه "المناصب النقابية" تفتقت عبقرية نقابيي قطاع الصحافة بالمغرب إلى تخريجة "ذكية" سبقهم إليها سياسيون، وهي اللجوء إلى تغيير القوانين بدل تغيير الأشخاص. وهو التغيير الذي هم الصفات داخل الهياكل التنظيمية للنقابة على حساب تغيير الأشخاص. وبذلك أصبح في حكم المؤكد أن الرئيس "الجديد" الكاتب العام القديم للنقابة سيعمر؛ على غرار زعماء أحزاب؛ فترة طويلة. فالقانون الأساسي الجديد المخدوم يخوله البقاء في "كرسي الزعامة النقابية" لثلاث ولايات متتالية. وحتى مفهوم التناوب الذي يخلق عادة بصيصا من الأمل وإن كان خادعا، لم يتم احترامه في هذه النقابة. على أن هذه التخريجة التي ندد ومافتئ يندد بها الصحافيون أنفسهم عندما يتعلق الأمر بمؤسسات تدبير الشأن العام، ويشددون على ضرورة تحديث الأطر وتشبيبها داخل الإدارة العمومية ومختلف الهيئات السياسية والنقابية وغيرها، جعلت مهمة الصحافة والصحافيين بالمغرب شاقة أكثر؛ وخاصة الذين وافقوا على التخريجة " الذكية"؛ إن هم أرادوا الالتزام بالموضوعية التي هي من شروط المهنية التي ضمنها المؤتمر شعاره. وذلك تماشيا مع مبدأ " لا تنهى عن سلوك وتأتي بمثله.."، بعد هذه المهزلة التاريخية التي ستبقى وصمة في تاريخ العمل الصحافي والنقابي على السواء. . وبذلك يكون نقابيو القطاع الجدد/القدامى قد ضيقوا من حرية التعبير التي ينادون بها بمناسبة أو بدونها. ولعل الجميع يتذكر الحملة الإعلامية التي شنت على الأحزاب السياسية قبل وبعد انتخابات سابع شتنبر وما تزال. وبهذا يكون مؤتمر النقابة التي تدافع عن حرية التعبير! عن طريق التغيير؛ قد كرس الواقع الكائن على حساب الواقع الممكن؛ ضاربا عرض الحائط كل خطابات التحديث والعصرنة ومؤكدا زيف الشعارات والتصريحات التي أرهق بها نقابيو قطاع الصحافة بالمغرب أسماعنا. إلى ذلك فقد فضل مهندسو المؤتمر الوطني السادس للنقابة الوطنية للصحافة المغربية تضمين شعار المؤتمر مفهوم " تضامن" بدل مفهوم "الحق" الذي يرتبط عادة بالقانون، وبالتالي بالإلزامية، فيما التضامن يرتبط أساسا بالأريحية والاختيار. وهو اختيار يكرس واقع فئة عريضة من الصحافيين والصحافيات المهنيين وغير المهنيين الذي لن يحسدهم عليه أحد. وفي غياب الإيمان بالحق والقانون والدفاع عنهما تبقى الأسئلة مشرعة حول مدى جدية فرض مضامين ومقتضيات الاتفاقية الجماعية، وحول مدى جدية إنشاء صندوق اجتماعي الصحافيين المهنيين، وحول تأهيل الجسم الصحافي ككل للمساهمة في بناء المغرب الحداثي الديموقراطي المنشود.