قاطع عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية عمليات التحضير لأشغال المؤتمر الوطني السادس، الذي انطلق عصر أمس الجمعة بالرباط، في وقت برز فيه خلاف بين المؤتمرين حول استمرار وجوه بعينها في تمثيل الصحافة الوطنية نقابيا من عدمه. وطالب البشير الزناكي، عضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، بوقف الصحافة الحزبية والأخرى التابعة للدولة لهيمنتها على هياكل الجسم النقابي على حساب ما وصفها ب«ثورة» الصحافة المستقلة التي تبسط نفوذها على فضاء الإعلام والاتصال بالمغرب. وعاب الزناكي، في تصريح خاص ب«المساء»، على مكتب النقابة عدم تعاطيه على نحو فعال مع القضايا الكبرى التي تشكل صدارة هموم الصحفي المغربي، والتي منها، وفق الزناكي، «الجانب الاجتماعي والقانوني والنقابي والتكويني...»، داعيا إلى إحداث تغيير جذري على مستوى آليات اشتغال هذه النقابة. وساق الزناكي مثلا يعكس برأيه فشل النقابة في تدبير قطاع اجتماعي هام للجسم الصحافي، عندما قال: «كان بإمكان النقابة تحقيق مكاسب اجتماعية مهمة لفائدة الصحافيين على مستوى السكن، لو عرفت كيف تتعاطى إيجابيا مع الاتفاقية المبرمة مع شركة الضحى للعقار». إلى ذلك، عبر يونس مجاهد، الكاتب العام لنقابة الصحافيين المغاربة، عن أن المكتب الحالي حقق على ولايته مكاسب محترمة لفائدة الصحافة الوطنية، مشددا على أن طرح مشروع الانتقال بالنقابة إلى فيدرالية خلال المؤتمر السادس، يدخل في إطار وعي النقابة بضرورة التعاطي مع مشاكل كل قطاع على حدة. واعترف مجاهد، في تصريح ل«المساء»، بأن النقابة، على الرغم من تجاوز عدد المنخرطين بها نحو 1700 منخرط، فإن نسبة وصفها ب«الضئيلة» من هذا الرقم لا تحترف العمل الصحفي مائة في المائة، ويطلق عليها وصف المنتسبين. وقال مجاهد إن المؤتمر سيطرح للنقاش جملة من المشاريع القانونية لتعديل القانون الأساسي للنقابة، ومن أهمها: أن يجري «استبدال» المجلس الإداري في هذا القانون بالمجلس الوطني الفيدرالي، و«استبدال» المكتب الوطني بالمكتب التنفيذي، فضلا عن إضافة فصل جديد بالمادة السابعة عشر يقول: «لا يمكن لرئيس النقابة أن يترشح لنفس المنصب ثلاث مرات متتالية». وحسب مصادر مطلعة، فإن المؤتمر السادس يحضر في كواليسه الدعوة إلى اعتماد مقاربة النوع في هياكله، عبر إحداث تمثيلية نسائية «مشرفة» بمكتب الفيدرالية إن جرى التصديق عليها. وتضيف ذات المصادر أنه من غير المستبعد أن يبقى الاشتراكي مجاهد على رأس الفيدرالية عبر انتخابه كرئيس، على أن يمنح الاستقلالي عبد الله البقالي مسؤولية الكاتب العام للفيدرالية، التي ستقسم إلى عدة أقطاب نقابية تمثل الصحافة المعتمدة والجهوية والمكتوبة وغيرها.