في جولتنا مع صحف الإثنين نبدأ بالعنوان الذي تصدّر الصفحة الأولى من "المساء" "اليسار يجلد بنكيران في مسيرة "الكرامة أولا" بالدارالبيضاء"، والذي تناولت فيه نفس الجريدة خبر المسيرة الحاشدة يوم الأحد بالدارالبيضاء التي خرج فيها الآلاف من أتباع المركزيتين النقابيتين الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل، والتي شارك فيها العديد من قيادات أحزاب اليسار، ضد حكومة عبد الإله بنكيران. وفي الصفحة الأولى هذا الخبر العجيب"فرع الاستقلال يعقد جمعه العام داخل كنيسة كاثوليكية"، فرع حزب الاستقلال بمدينة مرتيل الساحلية لم يجد سوى مقر الكنيسة لعقد جمعه العام نظرا لغياب الفضاءات العمومية بالمدينة، لكن بعض الأحزاب بالمدينة استغربت أن يعقد حزب الاستقلال اجتماعه داخل كنيسة كاثوليكية. خبر عجيب آخر، لكن هذه المرة في الرباط"اعتقال شاب "تبول" على العلم الوطني في الرباط"، الحادث وقع منتصف الأسبوع الماضي عندما ضبط شاب من مواليد 1991 وهو يتبول على العلم الوطني الذي نزعه من شجرة، وبعد اعتقاله قال إنه كان في حالة هستيرية لأنه والدته رفضت منحه المال لشراء مخدر الشيرا. في يومية"الأحداث المغربية" نطلع على الخبر الرئيسي التالي"واقع الأزمة يمتحن وعود حكومة ابن كيران ووزير الاقتصاد والمالية يرسم صورة قاتمة للاقتصاد الوطني"، جاء فيه أن وعود حكومة بنكيران توجد على المحك في ظل ظرفية اقتصادية صعبة وتفاقم البطالة ووجود أزيد من ثلثي المغاربة بدون تقاعد وتنامي الواردات وتراجع الصادرات. وتحت عنوان"مسيرة الكرامة احتجاج على الوضع الاجتماعي" كتبت الجريدة متابعة لمسيرة الدارالبيضاء للنقابات واليسار، حيث قالت إن أقوى لحظات المسيرة مجسم ديناصور ضخم كان يحمل عبارة"أنا هو الفساد". وتحت عنوان "ابن كيران يتهكم على المسيرة" ذكرت الجريدة أن رئيس الحكومة سخر من مسيرة الدارالبيضاء وقال قبل أربع وعشرين ساعة من تنظيمها"ياك ما فاتح ماي جا بسرعة". أما"الصباح" فقد كتبت في العنوان الرئيسي"مسيرة الكرامة تحاكم تجربة بنكيران"، حيث قالت إن نوبير الأموي الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل توعد بحركات احتجاجية في الطريق، وإن المسيرة شهدت مشاركة الآلاف وحضور بارز لقوى اليسار والاتحاد الاشتراكي. وتحت عنوان"صمت إسباني مريب إزاء الهجوم على قنصلية مغربية"، ففي الوقت الذي ندد المغرب بالهجوم الذي تعرضت له القنصلية المغربية في"بالما دي مايوركا" الإسبانية يوم الجمعة الماضي، لم تجر الشرطة الإسبانية أي اعتقالات في صفوف أنصار بوليساريو منفذي الاعتداء، بعدما اقتحم عناصر من البوليساريو مقر القنصلية المغربية ورفعوا شعارات انفصالية وحملوا أعلام الجبهة، وذلك في واضحة النهار وأمام الجميع. ونختم بالمقال الذي تصدر يومية"المساء" لمؤسسها رشيد نيني الذي غادر السجن قبل أسابيع قليلة بعدما أكمل سنة الاعتقال التي كان محكوما بها. نيني كتب في الصفحة الأولى مقالا بعنوان"استراحة محارب"، وهو أول مقال يكتبه منذ أن دخل السجن في السنة الماضية، حيث قال في مقاله"قبل حوالي خمس سنوات وضعت وصل إيداع تأسيس جريدة"المساء"لدى وكيل الملك، وبعد صدور الحكم النهائي في حقي بالحبس سنة نافذة قدمت استقالتي من إدارة تحرير "المساء" تفاديا لاحتمال إغلاقها بحكم وجود مدير نشرها قيد الاعتقال. واليوم بعد قضائي عقوبتي الحبسية كاملة، وهذه أول مرة يحدث فيها أن يقضي صحافي في المغرب عقوبته الحبسية كاملة، أعتقد أن فترة من الراحة والتأمل أصبحت تفرض نفسها بإلحاح، خصوصا أنه لم تعد لي علاقة مهنية بمؤسسة"المساء" التي أتمنى لها الاستمرارية والتألق والنجاح". بعد ذلك حكى نيني جزءا من تجربته داخل السجن لكنه تحدث فقط عن الصراصير والحشرات، ثم استعرض بعض الأقوال عن الكتابة والسجن والمحنة، وشكر كل من سانده ووقف إلى جانبه، وختم مقاله بالكلمات التالية"دعنا نفترق على دعاء رفع المحنة هذا بانتظار أن تنفرج الأجواء لنلتقي مجددا فتصبح المحنة مجرد ذكرى باستخلاص الدروس والعبر". وقد ترك نيني سؤال عودته إلى"المساء" معلقا: هل سيعود إلى كتابة عموده في الصفحة الأخير ككاتب من خارج المؤسسة؟ أم سيؤسس تجربة إعلامية جديدة؟.