كانت قبل شهور ساحة حرب حقيقة بين الأمن والسكان بعد شهور على سقوط عشرات الجرحى في صفوف مواطنين ورجال أمن ، إثر تحول وقفة احتجاجية ضد غلاء أسعار المواد الأساسية إلى " انتفاضة " أسفرت أيضا عن تعرض مجموعة من المنشآت العمومية والخاصة إلى التخريب ، ما قاد إلى اعتقال أزيد من 40 شخصا ، من بينهم نشطاء حقوقيين، تراوحت الأحكام الصادرة في حقهم بين السجن 4 أشهر والبراءة ، زار الملك محمد السادس ،أول أمس السبت ، مدينة صفرو ، حيث أطلق عدة مشاريع اجتماعية تندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، رصد لها غلاف مالي قدر ب 11 مليون و450 ألف درهم ، فيما حفل التوقيع على اتفاقية شراكة تتعلق بالتأهيل الحضري للمدينة ، للفترة ما بين 2007 و2010 ، كما اطلع على مشاريع تهم برنامج التأهيل الحضري والتنمية العمرانية لمختلف مراكز الإقليم ، وذلك بغلاف مالي إجمالي يناهز467 مليون درهم . "" وبالنسبة للمشاريع الاجتماعية ، فإنها تجسد الجهود التي تبذل على مختلف الأصعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالإقليم ، كما تكرس مبادئ المشاركة والحكامة الجيدة.وتتمثل هذه المشاريع في بناء وتجهيز مركز التكوين بالتدرج المهني لفائدة الأطفال في وضعية صعبة ، الذي سينجز بكلفة 8 ملاين و400 ألف درهم، تساهم فيها المبادرة بمليونين و250 ألف درهم والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني ب 6 ملايين و150 ألف درهم .ومن ضمن أهداف المشروع ، تكوين 100 طفل سنويا ، من بينهم 40 من أطفال الشوارع في تخصصات الكهربة والنجارة والإعلاميات ، وتمكين هؤلاء من الاستفادة من دروس محو الأمية عند الاقتضاء . كما دشن الملك محمد السادس مركزا للاستقبال متعدد الاختصاصات، أنجز بكلفة مليونين و150 ألف درهم، ممولة في إطار شراكة بين صندوق دعم المبادرة (2 مليون درهم)، والمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني (150 ألف درهم)، أما الوعاء العقاري فقدمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. ويقوم المركز باستقبال وإيواء الأشخاص في وضعية صعبة من مختلف الفئات والسهر على إعادة إدماجهم في الحياة الاجتماعية.وبخصوص اتفاقية الشراكة التي تتعلق بالتأهيل الحضري لصفرو، فجرى تنفيذ الشطر الأول من هذا البرنامج بكلفة 102 مليون درهم، بينما رصد للشطر الثاني، الذي يوجد في طور الإنجاز، 365 مليون درهم. ووزع هذا الغلاف المالي الإجمالي ما بين 22 مليون درهم للقضاء على دور الصفيح، و131 مليون درهم للتأهيل المجالي، و21 مليون درهم لرد الاعتبار للنسيج العتيق، و293 مليوم درهم لتكثيف العرض السكني. وكان فتيل الاصطدامات في صفرو اشتعل بعد نشوب مناوشات بين المحتجين وقوات الأمن، قبل أن تتطور الأمور وتتحول شوارع المدينة إلى ساحة حرب حقيقية، إذ عمد المحتجون إلى إقامة حواجز ومتاريس من جذوع الأشجار وأحجار الأرصفة والأخشاب وأشلاء الحديد، ثم أضرموا النار في إطارات العجلات والسيارات وجرافة باستعمال قنينات غاز، لتنطلق المطاردة، إذ وقع رجال الأمن في شبه مصيدة نصبها لهم المتظاهرون، الذين حاصروهم في شوارع ضيقة، قبل أن ينهالوا عليهم بالضرب. وفي بعض الأحياء هاجم المتظاهرون مرافق عمومية، وقاموا بتخريب وإتلاف الكثير من محتوياتها، من وثائق وكراسي ومكاتب وأجهزة إلكترونية. كما حاولوا اقتحام السجن المحلي بواسطة الجرافة، قبل أن يعدلوا عن الفكرة لأنهم لا يجيدون استعمالها، فتوجهوا إلى مصلحة للضرائب وثكنة عسكرية وجناح للمحكمة الابتدائية، فرشقوها بالحجارة، ما أدى إلى تكسير واجهاتها الزجاجية وتعرض مكاتب لأضرار مهمة. واضطرت أعمال العنف إلى استقدام تعزيزات أمنية مكونة من القوات المساعدة وعناصر التدخل السريع من فاس ومكناس وحتى من الرباط، بهدف التحفيف من حدة التوتر، وإعادة الهودء إلى شوارع المدينة التي تحولت إلى ساحة مواجهة دامية.