شبّه عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام لوكالة بيت مال القدس، مدينة القدس بالمدينة الفاضلة التي استغنى سكانها عن الحاكمين رأسا، مبينا أنه "يمكن افتراض عدم وجود الدولة الحاكمة في القدس لأنها مدينة محتلة والحكم "الإسرائيلي" غير شرعي والسلطة الفلسطينية لا سلطة لها على القدس والسلطات الأردنية لها إشراف على الأماكن المقدسة فقط". وأضاف العلوي المدغري، في محاضرة تحت عنوان "نحو سياسة مدنية عربية إسلامية إنسانية في القدس الشريف"، أول أمس الخميس 24 ماي 2012، بمقر وكالة بيت مال القدسبالرباط، أنه في غياب سلطة حقيقية على مدينة القدس فإن يبقى الدور الأساسي للمجتمع المدني لدعم صمود المقدسيين. وقال إن "مدينة القدس تحتل مكانة خاصة في وجدان المسلمين لا تختلف عن المكانة التي لمكة المكرمة في نفوسهم بوصفها ثالث الحرمين الشريفين، وأولى القبلتين"، مضيفا أن القدس تمثل قبلة وعاصمة يتفق عليها جميع المسيحيين. وأكد المدغري أنه يمكن التعاون مع المجتمع المدني الفلسطيني دون حاجة إلى التعامل مع "الإسرائيليين"، مضيفا "لقد زرت القدس خمس مرات ولم أصافح ولم أجلس مع أي إسرائيلي ودائما عندما يسألونني لماذا جئت أقول جئت للصلاة في بيت المقدس وبعدها أبدأ في الإتصال مع الجمعيات الفلسطينية". كما أبرز المدير العام لوكالة بيت مال القدس أن المطلوب اليوم هو نهج سياسة مدنية إيجابية وناجعة في الأراضي الفلسطينية وفي القدس الشريف، مشيرا إلى أن "هذه السياسة لا يمكن أن تقوم بها إسرائيل لأنها اختارت تسييج القدس بالجدار العنصري وطرد أبناء القدس من مدينتهم وزج الآخرين في السجون، والتضييق على حريات المقدسيين". ومن جهة أخرى، ذكر عبد الكبير العلوي المدغري بالمجهودات الكبيرة التي تبذلها وكالة بيت مال القدس، خاصة انخراطها في إنشاء مشاريع بناء المدارس وترميمها وبناء الوحدات الطبية وكفالة أيتام القدس...، مؤكدا "لو وجدنا الدعم الكافي من الشعوب العربية والإسلامية لحققنا أضعافا أضعاف المشاريع التي تحدثنا عنها".