إقصاء الرأي الآخر جريمة في حق حرية الرأي والتعبير أستحيي من الكتابة في مواضيع تهم بالأساس الصحافة والصحفيين ،ولأني واحد من بين الأقلام المغربية أشعر بالغيرة عندما يتجرأ أحد على الصحفيين بالكلام اللاذع أو التهديد والتحقير . لأن نظرتي لهذه الطينة من البشر أرى فيها المسؤولية والصدق والأخلاق والوعي والثقافة قد يستفيد منها النخب السياسية والكراسي الوزارية والسادة البرلمانيين لكن هذا لا يشفع اليوم في أن أقول كلمة لما نجده من حيف وإقصاء للعديد من مقالات المراسلين وشكايات المواطنين فحين تنشر بعض الكتابات التي لا تهم القضايا العالقة ولا هموم الناس فمثلا عندما توجه مجموعة من الساكنة بلاغا أو شكاية او رسالة مفتوحة ضدا واحتجاجا على سياسة المسؤولين أو من تقلد تدبير الشأن العام وتسييره بصيغة تخالف الأعراف والتقاليد وتخدم المصلحة الخاصة دعما للمحسوبية والزبونية . فالإقصاء يعد جريمة في حق الممارسة الديمقراطية يتحمل مسؤوليتها جميع المهنيين والساكت عن الحق شيطان أخرس ،لهذا لابد من رفض تام للقيود التي تفرضها رئاسة التحرير كرقابة على كل ماينشر وهذا ما تعيشه صحافة الأحزاب كما صرح بذلك العديد من الزملاء الذين لا حول لهم ولاقوة غير الخضوع للإملاءات وإلا وجد الصحفي نفسه أمام البرلمان معتصما أو في مسيرة احتجاج بعد طرده من المنشأة الإعلامية . أما بعض الصحف المستقلة فلمسنا فيها شيئا من الجدية لكنها تجد نفسها محاطة ببعض الأقلام التكسبية التي تكتب وتنشر بعد تقديم الهدية والمضحك في الأمر أن " البيرة " أو " بكية الكارو " تجعل مقالتك لا تعرف سلة المهملات وتنشر بالبنط العريض وعلى الصفحة الأولى. القلم والمداد والورق حق لكل مواطن وما على الصحافة إلا أن تساعد على نشر الحقائق وأن تنزل إلى الشارع لمحاورة المواطنين والطبقة الشعبية على الخصوص وكفى من إعلاء أسماء المحسوبية وإعطاءها فرصة الحديث بغية تلميع صورتها رغم التعفنات التي أسقطت الأمة في مزبلة التاريخ . عانقوا صوت المواطن ستجدون البديل وستساهم الصحافة ساعتها في البناء القوي والقويم .
إفسحوا المجال لكل ما يصلكم من رسائل , إنها لا تخرج عن الإطار العام قد تنفع البلد في حينه وفي مستقبله . وكلام كثير سأنقله لكم في المستقبل القريب إن شاء الله مع فائق الإحترام والتقدير. ""