عدسة: منير امحيمدات توارت أمس السبت بالموقع التاريخي شالة بالرباط صورة أفغانستان الملتصقة في الإعلام الدولي بالعنف وعدم الاستقرار٬ لتتلألأ في عيون جمهور مهرجان "موازين" صورة أفغانستان الموسيقى والطرب والتقاليد الفنية العريقة٬ خلال حفل أحيته السفيرة المتجولة للفن الأفغاني الأصيل٬ المطربة فريدة مهواش. وأطربت الفنانة بصوتها العذب جمهور المهرجان بمجموعة من روائع ألبومها "غزل أفغان" الصادر سنة 2007 و "راديو كابول" الصادر سنة 2003٬ وهي أغاني ذات طابع عاطفي في مجملها. ورافق فريدة مهواش أربعة عازفين من بينهم عازف الآلة الأفغانية الصرفة "الرباب"٬ وعازف الطبلة والناي والهارمونيوم. في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء٬ تحدثت مهواش عن حال الموسيقى ببلادها٬ معتبرة أن أفظع عقاب يمكن أن يتعرض له شعب ما هو حرمانه من الغناء والموسيقى. وقالت ان تطور الموسيقى في بلادها رهين بتحسن الوضع العام. وحكت سيدة الطرب الأفغاني بحنين عن بداياتها في عالم الموسيقى عندما كانت كابول مركزا ثقافيا حيث لعبت محطة راديو كابول الإذاعية دورا هاما في تطوير الموسيقى. وتقول مهواش ان زوجها هو أول من اكتشف موهبتها في الغناء وبتشجيع منه ارتادت مراكز تعليم الموسيقى آنذاك التي تسمى" بالخربات" حيث تلقت دروسا في الموسيقى الكلاسيكية والهندية والغناء على يد كبار الأساتذة في ذاك الوقت من قبيل محمد هاشم شحتي. وبعد اكتشاف قدراتها من طرف رئيس قسم الموسيقى في راديو كابول٬ حيث كانت تعمل كاتبة٬ شقت مهواش طريقا احترافيا بأداء أول أغنية في هذه المحطة الإذاعية سنة 1968 تلتها أغاني أخرى تعكس تنوع وعراقة الطرب الأفغاني لتصبح سنة 1977 أول امرأة تحصل على لقب "أستاذ" الذي تمنحه وزارة الثقافة الأفغانية. وتستعيد منارة الموسيقى الأفغانية بحنين كبير هذه الفترة الذهبية من تاريخ الفن والموسيقى في أفغانستان٬ وعبرت بحماس٬ وهي في الستينات من عمرها٬ عن رغبتها في مواصلة التجوال عبر العالم للتعريف بعراقة وتنوع موسيقى بلدها. كما تأسفت لمقتل معظم أساتذة وعازفي الآلات الموسيقى بسبب تردي الأوضاع٬ الأمر الذي يجعل هذا النوع من الموسيقى معرضا للانقراض. بالنسبة لمهواش٬ المغني الحقيقي هو الذي يتمكن من ايصال المعني الخفي للكلمات إلى المستمع. بقيت فريدة مهواش صامدة في كابول إلى غاية 1991٬ وأمام استفحال التطرف والتضييق على الفنانين اضطرت إلى اللجوء إلى باكستان حيث تعرضت مجددا إلى ابتزازات جعلتها تتوجه إلى المنظمة الأممية للاجئين لتحصل بعد ذلك على اللجوء السياسي في الولاياتالمتحدة بولاية كاليفورنيا. والتحقت بعد ذلك بمجموعة "اونسومبل كابول" المتكونة من موسيقيين أفغان بالمنفى تجوب معهم العالم احتفاء بموسيقى بلدها. وفي سنة 2003 ستمنحها البي بي سي جائزة الموسيقى العالمية لآسيا والمحيط الهندي تكريما لها على مساهماتها الموسيقية وإلتزامها بمساعدة الأطفال الأيتام.