ازدانت مدينة لينكولن٬ عاصمة مقاطعة لينكولنشاير (شرق انكلترا) بالألوان الوطنية للمغرب٬ بمناسبة أسبوع الصناعة التقليدية الذي افتتح فعالياته أمس الأربعاء بحضور السلطات المحلية ومسؤولين ومهنيي القطاع. وقد نصبت أزيد من 40 خيمة على طول شارع كورن هيل حيث المحج الراقي للتسوق والقلب النابض للمدينة٬ مانحا بذلك للزوار فرصة اكتشاف غنى التراث الثقافي وتنوع منتجات الصناعة التقليدية. وبهذه المناسبة التي أشاد بها مسؤولو المدينة ٬ تم تزيين شارع كورن هيل٬ خصوصا غيلد هال البناية الضخمة التي تحتضن مقر البلدية٬ بالأعلام المغربية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي بادر فيها مسؤولو المدينة لرفع علم دولة أجنبية على هذا المبنى التاريخي في مقاطعة لينكولنشاير. وقالت كارين لي٬ عمدة مدينة لينكولن٬ التي أعربت عن سرورها لمساهمتها في تنظيم حفل بهيج وناجح "أن الأمر يتعلق بالتفاتة جد رمزية تشهد على الصداقة بين المغرب والمملكة المتحدة". وقد تم بالفعل تسجيل تدفق قوي خلال اليوم الأول من مهرجان الصناعة التقليدية المغربية حيث حج المئات من الزوار للاستمتاع بروعة المنتوجات المعروضة من جلد وخشب مرورا بصناعة الفخار٬ والملابس التقليدية٬ والسجاد بجميع أصنافها الأصيلة المنتمية لكل منطقة من مناطق المملكة ومنتجات الديكور (الشموع٬ والمرايا و الأثاث). وأبرزت المسؤولة الدور الهام الذي تضطلع به الثقافة من أجل النهوض بقيم الصداقة والتفاهم بين الشعوب في هذا الوقت المطبوع بالصراعات والانقسامات الإديولوجية. ومن جهته أوضح عبد الله عدناني المدير العام لدار الصناعة التقليدية٬ أن هذا الأسبوع علاوة على طابعه التجاري يشكل فضاء للقاءات وتقاسم التجارب. وأكدت ميلاني توانتو ٬ وهي مسؤولة مدنية سامية بمدينة لينكولن٬ أن الأمر يتعلق بقيم ما فتئ المغرب يرمز إليها بامتياز بفضل سمعته المعروفة والمعترف بها كأرض للضيافة واللقاء. وقد أعرب العديد من الشخصيات والفاعلين الاقتصاديين خلال حفل نظم بهذه المناسبة عن إشادتهم بعقد هذا الأسبوع الخاص بالصناعة التقليدية في هذه المدينة الإنجليزية العتيقة٬ مشيرين إلى أن روعة المنتوجات المعروضة تعكس حضارة عريقة تجاوز إشعاعها الحدود الوطنية. وتعد مدينة لينكولن ٬ التي يمتد تاريخها على مدى أزيد من ألفي سنة ٬ إحدى أعرق المدن في انجلترا. كان اسمها في البداية "يندون"٬ قبل اعتماد اسمها الحالي بعد الغزو الأنجلوسكسوني في القرن الخامس الميلادي٬ ويبلغ عدد سكانها أكثر من 500 ألف سنة. وقد شهدت خلال العقد الماضي نموا اقتصاديا كبيرا بسبب المشاريع الكبرى المتعلقة بالبنيات التحتية والاستثمارات التي تم إطلاقها بمقاطعة لينكولنشاير.