خصصت الصحافة الفرنسية٬ اليوم الاثنين٬ حيزا واسعا لفوز الاشتراكي فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية٬ التي أوصلت اليسار إلى الحكم للمرة الثانية بفرنسا بعد فرنسوا ميتران سنة 1981. وإذا كانت هيئات اليسار ابتهجت بهذا الانتصار وصفت حساباتها مع الولاية المنتهية٬ فإن هيئات اليمين نوهت بحصيلة الرئيس المنتهية ولايته٬ في حين ركزت أخرى على "الاختبارات" الصعبة التي تنتظر الرئيس المنتخب الجديد. وعنونت يومية "لبيرسون" افتتاحيتها معززة بصورة للرئيس المنتخب ب "الطبيعي" فوز المرشح المقرب من الاشتراكيين والذي كان فوزه بالنسبة لها منتظرا٬ معربة عن ارتياحها بالقول "وأخيرا(...) الفرحة. الفرحة العارمة برؤية مرحلة تطوى ولعنة تتلاشى"٬ مضيفة أنه "على الرغم من نزعة الفردانية التي تتميز بها المجتمعات المعاصرة٬ لازالت كلمة +نحن+ موجودة٬ في إشارة إلى روح الاشتراكية التي ينادي بها الرئيس المنتخب. من جهتها٬ اعتبرت لومانيتي" ٬ اليومية الشيوعية٬ أن "الفوز الكاسح" يعد "رفضا قاطعا لخمس سنوات من +الساركوزية+" ٬ وأشار كاتب افتتاحية الصحيفة إلى أن "نتيجة هذا الاقتراع هي في المقام الأول عقاب لسياسة الليبيرالية المتطرفة والمعادية للاشتراكية والسلطوية وتواطؤ معلن بين الأوليغارشية والإليزي". يومية "لوباريزيان" عنونت ببساطة افتتاحيتها ب" فوز فرنسوا هولاند" واقترحت إعادة استحضار الحدث بداية من معقل المرشح الاشتراكي بتول(وسط فرنسا) مرورا بمختلف مشاهد الفرحة٬ لاسيما ساحة باستيل الرمزية بباريس التي احتلها أنصار اليسار٬ علاوة على لحظات خيبة الأمل بمقر الحملة الانتخابية لساركوزي. ونوهت "لوفيغارو"٬ المقربة من اليمين بالرئيس المنتهية ولايته "الذي انهزم بشرف بعد أن صمد إلى آخر رمق". وأضاف كاتب الافتتاحية أن "التاريخ سيقيم الخمس سنوات المنتهية وسيحفظ لساركوزي في مواجهته للأزمة الاقتصادية والمالية الصعبة خلال الخمسين سنة الماضية٬ انخراطه على الرغم من ذلك في إصلاحات أساسية وحفاظه بكل فخر على مكانة فرنسا على الصعيد الدولي واضطلاعه بدور حاسم في حماية أوروبا والأورو". ونشرت أسبوعية "إكسبريس" اليمينية رسالة لمديرها كريستوف باربيي وجهها للرئيس المنتخب اشار فيها إلى أن "اليسار استفاد من حكمة الفرنسيين المتشبثين بالتناوب" . وحذر كاتب الافتتاحية من أنه "في حال لم تلتزموا بوعودكم٬ فإن فرنسا التي تعاني الأمرين لن تقبل منكم ذلك(...) وإذا لم يتم استصدار القرارات والنتائج في أقرب الآجال فإن الغضب الشعبي سيعصف بكم قبل الأوان". وتحت عنوان "فرانسوا هولاند في محك السلطة" استعرضت الصحيفة الاقتصادية "ليزيكو" في افتتاحيتها الصعوبات التي تنتظر الرئيس المنتخب والمتمثلة في النمو والتنافسية وسقف المديونية والبطالة٬ علاوة على الالتزام الذي أخذه فرانسوا هولاند على عاتقه والمتمثل في التفاوض بشأن ميثاق جديد للنمو الأوربي. واوضح كاتب الافتتاحية أنه "هو٬ رئيس الجمهورية لأن نيكولا ساركوزي لم يتوفق في تثمين حصيلته وأن رئيسا انتهت ولايته لا يمكن أن يجسد التغيير لمرتين".