بدأ الفرنسيون اليوم الأحد التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي يعتبر فيها الاشتراكي فرانسوا هولاند الأوفر حظا بالفوز في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي رغم أن الفارق بين المرشحين تراجع في اللحظات الأخيرة.
وأدلى المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند، الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية، بصوته صباح اليوم في الدورة الثانية من الاقتراع في معقله في تول بوسط فرنسا.
وصوت هولاند في مكتب ماري-لوران للاقتراع، وهو قاعة صغيرة تنظم فيها احتفالات حيث صافح وعانق العديد من الأشخاص.
وعندما سئل لدى وصوله عن شعوره اجاب "كما يفترض بي أن اشعر يوم احد في الدورة الثانية". وكان هولاند أمضى وقتا طويلا يصافح المارة الذين تجمعوا وراء الحواجز، في حين كانت مجموعة صحافيين بانتظاره.
وردا على سؤال حول معنوياته بعد التصويت قال "كأي شخص يصوت. آمل في أن يكون عدد الناخبين كبيرا".
وعندما سئل عما إذا كانت ليلته هادئة أجاب "نعم لكني لم انم طويلا". وأضاف "سيكون النهار طويلا لكني لا اعلم هل سيكون اليوم جميلا، سيقرر الفرنسيون ذلك. سيكون النهار جميلا للبعض وليس للبعض الآخر".
كما أدلى ساركوزي ترافقه زوجته كارلا بروني، بصوته ظهر الأحد في الدائرة ال16 في باريس في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
وكان مئات الأشخاص في استقبال ساركوزي أمام مكتب الاقتراع في مدرسة جان دولافونتين وهتف العديد منهم "نريد نيكولا رئيسا".
واخذ كل من ساركوزي وزوجته بطاقة واحدة ثم ادلى كل منهما بصوته. وبعد الاقتراع عادت كارلا بروني ادراجها لانها نسيت بطاقة الهوية في الداخل.
وعند خروجه من مكتب الاقتراع شق ساركوزي طريقه عبر الحشود مصافحا الناس.
ويتوقع أن يمضي ساركوزي يومه في باريس بانتظار صدور النتائج.
وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة الثامنة (6,00 ت.غرينتش) على أن تغلق في المدن الكبرى عند الساعة 20,00 (18,00 ت.غ.) حين ستبدأ معاهد استطلاعات الرأي بنشر تقديرات النتائج التي يمكن أن تنشرها قبل ذلك وسائل الإعلام الأجنبية كما حصل في الدورة الأولى في 22 ابريل.
وقد بدأت عمليات التصويت السبت للفرنسيين المقيمين في مقاطعات ما وراء البحار والولايات المتحدة وكندا وأميركا الجنوبية.
كما ينتظر أن يصوت حوالي 15 ألف فرنسي يقيمون في استراليا في ثمانية مكاتب اقتراع موزعة في البلاد.
وهناك حوالي 46 مليون ناخب مدعوون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب سابع رئيس في الجمهورية الخامسة والذي تمتد ولايته لخمس سنوات.
وفرانسوا هولاند (57 عاما) الذي تصدر الدورة الأولى من الانتخابات (28,63% مقابل 27,18 لساركوزي) يعتبر منذ أشهر المرشح الأوفر حظا للفوز في هذه الانتخابات التي تجري على وقع أزمة اقتصادية ومعدل بطالة قياسي.
لكن الفارق بين المرشحين تراجع إلى أدنى مستوى له منذ بدء الحملة حيث اظهر آخر استطلاع للرأي نشر مساء الجمعة أن هولاند نال 52% من نوايا التصويت مقابل 48% لساركوزي.
وفي تجمعاتهما الانتخابية الأخيرة دعا المرشحان إلى التعبئة حيث أكد هولاند أن الفوز ليس محسوما في حين اكد ساركوزي على إمكان تفادي الهزيمة.
وقد انتهت الحملة الانتخابية منتصف ليل الجمعة حيث تمنع الدعاية ويحظر على المرشحين الإدلاء بتصاريح، التي تستمر حتى الأحد الساعة 20,00 (18,00 تغ) موعد إغلاق مكاتب الاقتراع.
ويمكن لهولاند أن يعول على دعم أقصى اليسار وأنصار البيئة (14,5 بالمائة من الأصوات) الذين دعا قادتهم إلى التصويت له. ولم يدع أي من مرشحي الجولة الأولى للتصويت لصالح ساركوزي.
وتعتبر درجة تعبئة الذين لم يصوتوا في الدور الأول (20,53 بالمائة) وأصوات ناخبي اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبن التي سجلت نسبة تاريخية (17,9 بالمائة) وأنصار الوسطي فرنسوا بايرو (9,1 بالمئة)، من العوامل الحاسمة في الانتخابات.
وشهدت فترة ما بين الجولتين سباقا للفوز بأصوات أنصار الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) دفع ساركوزي إلى تشديد خطابه حول الهجرة والأمن.
وأعلنت مارين لوبن أنها ستصوت بورقة بيضاء داعية بذلك ضمنا أنصارها إلى الاقتداء بها.
وأعلن فرنسوا بايرو انه سيصوت بصفة شخصية لصالح هولاند لكن دون إصدار تعليمات تصويت لأنصاره.
وأكد هولاند "الواثق" في مسيرته الهادئة نحو قصر الاليزيه، مرارا في الأيام الماضية أن المعركة "ليست محسومة".
وفي حال فوزه سيكون هولاند أول رئيس يساري يصل إلى الاليزيه منذ فرانسوا ميتران (1981-1995).
وفرنسوا هولاند السكرتير الأول السابق للحزب الاشتراكي ليست له تجربة وزارية وكان خارج السباق الرئاسي في البداية، ولكنه تمكن من جذب الناخبين عبر التأكيد على فكرة انه رئيس "عادي" مصمم على استعادة توازن الميزانية في 2017 مع تشجيع النمو.
ويتقدم ساركوزي إلى السباق باعتباره الرئيس الذي جنب فرنسا المصير الاقتصادي لليونان والذي يمكنه "حماية" الفرنسيين. وكان ساركوزي حقق فوزا كبيرا في 2007 لكن شعبيته تدنت كثيرا بسبب سياسته حيال الأزمة والصورة التي لصقت به ك"رئيس للأغنياء".
وفور انتخابه سيكون على الرئيس الفرنسي القادم المشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية بداية بقمتي مجموعة الثماني والحلف الأطلسي يومي 20 و21 مايو.