عشية الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية٬ ترجح جميع استطلاعات الرأي كفة فرانسوا هولاند (الحزب الاشتراكي الفرنسي)٬ خاصة وأن مرشح الوسط فرانسوا بايرو (9 في المائة في الدور الأول ) أعلن أنه سيصوت لصالح المرشح الاشتراكي. لكن رغم ذلك٬ يحتفظ الرئيس نيكولا ساركوزي بالأمل في تجنب هزيمته المعلنة ويبذل اخر جهوده في المعركة الانتخابية. وفي محاولة أخيرة منه لزعزعة التوقعات٬ اعتبر ساركوزي أن الاقتراع لا يزال "مفتوحا" من أجل تضيق الفجوة بين المرشحين والعودة مرة أخرى٬ كما فعل قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية. وأوضح نيكولا ساركوزي٬ أمس الجمعة٬ في تصريح لإذاعة "أوروبا 1 " ستشهدون مفاجأة كبرى" غدا الأحد٬ فيما تراجع الفارق بينه وبين المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند بحسب الاستطلاعات الاخيرة. وأثار قرار فرانسوا بايرو رئيس حزب الوسط الفرنسي٬ الذي خاب أمله مع بلوغه المرتبة الخامسة في الجولة الأولى من الانتخابات بحصوله على 9 في المائة من الأصوات٬ التصويت لصالح هولاند٬ صدمة في صفوف اليمين الفرنسي الذي طالما ارتبط به. وبرر بايرو قراره التصويت لصالح هولاند على الرغم من انه ينتقد مشروعه الاقتصادي٬ بأن نيكولا ساركوزي "يذهب إلى أقصى اليمين". من جهته٬ اعتبر هولاند أن قرار بايرو منطقي٬ مستبعدا في الوقت نفسه التحالف معه٬ وقال "طوال خمس سنوات لم يتوقف فرانسوا بايرو عن التنديد بولاية مثلت المبالغة وأخطاء في السلوك ونهج التقسيم ... وها هو يستخلص العبر". وما يزال المرشح الاشتراكي هولاند الأوفر حظا للفوز في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بنسبة تتراوح بين 5ر52 5ر53 في المائة من نوايا الاصوات رغم تقلص الفارق مع الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي٬ بحسب استطلاعات للرأي نشرت نتائجها خلال اليومين الماضيين. وكشفت استطلاعات الرأي٬ التي جرت بعد المناظرة التلفزيونية بين المرشحين مساء الأربعاء الماضي أن المرشح الاشتراكي خرج من المناظرة متغلبا على خصمه. ورغم تراجع التأييد لهولاند في جميع المناطق خلال الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية٬ لا يزال الفارق مع ساركوزي يتخطى هامش الخطأ الاحصائي. وحسب استطلاع أنجزته مؤسسة (تي ان اس سوفريس) لحساب شبكة (اي تيلي)٬ فإن هولاند نال 5ر53 في المائة من نوايا الاصوات بتراجع نقطة ونصف٬ مقابل 5ر46 في المائة لساركوزي. كما حصل وفق استطلاعين آخرين على 53 في المائة من نوايا الاصوات بتراجع نقطتين بحسب استطلاع (هاريس انتراكتيف) لحساب مجلة (في اس دي) وقناة (لا شين بارلومانتير)٬ فيما حصل ساركوزي على 47 في المائة من نوايا الاصوات بزيادة نقطتين. وحصل فرنسوا هولاند في استطلاع لمعهد (سي اس آ) على 53 في المائة من نوايا التصويت٬ مقابل 47 في المائة لساركوزي. كما نسبت ثلاثة استطلاعات للرأي إلى المرشح الاشتراكي 5ر52 في المائة من نوايا التصويت٬ مقابل 5ر47 في المائة لساركوزي بزيادة نقطة واحدة. وظل نيكولا ساركوزي يغازل الفرنسيين الذين صوتوا لصالح مرشحة الجبهة الوطنية ماري لوبين٬ التي احتلت المرتبة الثالثة في الجولة الأولى من الانتخابات بحصولها على 9ر17 في المائة من أصوات الناخبين. وركز الرئيس المنتهية ولايته في حملته الانتخابية بشكل أساسي على ملفات الهجرة والأمن والحدود على أمل استقطاب مناصري مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن. ومع انتهاء الحملة الانتخابية للدورة الثانية مساء أمس الجمعة٬ دعا هولاند الناخبين الى عدم منحه فوزا "هزيلا"٬ لا سيما أنه ما يزال المرشح الأوفر حظا للفوز. وفي هذا الصدد٬ أظهرت استطلاعات الرأي التي جرت بعد المناظرة التلفزيونية بين المرشحين مساء الأربعاء الماضي أن المرشح الاشتراكي خرج من المناظرة متغلبا على خصمه. وبدا هولاند واثقا ومتماسكا بينما بدا ساركوزي منفعلا ومتوترا اثناء مناظرتهما بشأن اوروبا أمس الاربعاء التي استمرت ثلاث ساعات وشاهدها 8ر17 مليون شخص من اصل 5ر44 مليون ناخب. واتفق المحللون على ان ساركوزي فشل في توجيه ضربة من شأنها ان تضعف فرص هولاند. وقال هولاند "إذا كان على الفرنسيين الاختيار فليفعلوا بوضوح وبكثافة٬ وليعطوا الفائز جميع وسائل وقدرات التصرف. لا تأتوا بفائز هزيل"٬ مشددا على أنه في حال انتخابه لن يطلب "مهلة سماح". واعتبر أن "مشاكل البلاد لن تختفي مع رحيل نيكولا ساركوزي المحتمل٬ لن يأخذ معه الدين العام ولا البطالة وحالات الطوارئ الاجتماعية. أدرك تماما ما هو مطلوب مني". واعترف هولاند (57 عاما) الذي لم يكن بارزا على الاطلاق قبل عام واستفاد من خروج مدير عام صندوق النقد الدولي السابق دومينيك ستروس-كان من السباق٬ بأنه يشعر ببعض "التوتر" لاحتمال انتخابه٬ لكنه أكد أنه يدرك التحديات التي تنتظره.