كشفت معطيات وصور خاصة حصلت عليها "هسبريس" عن تفاصيل جديدة تخص بعض "الأسرار" التي رافقت مناورات "الأسد الإفريقي" بين قوات المارينز الأمريكية، والقوات المسلحة الملكية المغربية، التي أجريت منتصف شهر أبريل الماضي، بمنطقة لعظيم التابعة إداريا لجماعة رأس امليل بإقليم كلميم. وبيّنت المعطيات والصور التي تنشرها "هسبريس" حصريا، حجم الدمار البيئي ومخلفات بعض الأسلحة الأمريكية التي لم تنفجر خلال المناورات التي رافقها جدل واسع بين جمعيات المجتمع، وكذا الهيئات السياسية بالمنطقة، حول الأضرار البيئية التي تخلفها هذه المناورات العسكرية، حيث سبق لفرع الحزب "الاشتراكي الموحد" بمدينة طانطان أن أكد في بيان له الشهر الماضي، أن "المناورات العسكرية المشتركة لقوات "المارينز" الأمريكية والقوات المسلحة الملكية المغربية مهددة بالنفايات الكيماوية نتيجة استخدام أسلحة محظورة قد تؤثر مستقبلا على الإنسان والحيوان والطبيعة". هذا في الوقت الذي أشارت معطيات "هسبريس" المعززة بالصور إلى وجود العديد من القنابل الأمريكية الصنع التي استعملت أثناء المناورات العسكرية ولم تنفجر بعد مما قد يشكل تهديدا مباشرا على رعاة الإبل والماعز بالمنطقة، خصوصا أن العديد من هذه القنابل مكسوة بالرمال وغير ظاهرة للعيان. أضرار مناورات "الأسد الإفريقي" امتدت، أيضا، حسب فعاليات جمعوية بالمنطقة إلى بعض الساكنة، بعد أن فقدت امرأة حامل في شهرها الثاني جنينها، إثر الأصوات المتوالية للانفجارات التي رافقت المناورات، وهو ما تؤكده شهادة طبية حصلت عليها المرأة الحامل من طرف احد الأطباء بتاريخ 11/04/2012. في السياق ذاته، نفق العديد من رؤوس الماشية لأسباب تظل مجهولة، غير أن احد الرعاة أكد أن العديد من رؤوس الماعز أصيبت بنوع من الإسهال المفرط مع شلل مفاجئ أدى إلى نفوقها سريعا، بعد تناولها لبعض النباتات والحشائش المتواجدة في المساحة التي أجريت فيها المناورات العسكرية، مما يرجع فرضية تلوث النباتات بالمنطقة بالغازات السامة المنبعثة من القنابل المتفجرة، وهي الفرضية التي عززها شريط فيديو منشور على "اليوتيوب" يبين جنود من المارينز أثناء مناورات "الأسد الإفريقي" الشهر الماضي، قرب منصات لإطلاق الصواريخ منصوبة فوق شاحنات كبيرة، وهم يتبادلون الحديث فيما بينهم، ويضعون أقنعة واقية من الغازات السامة والأسلحة المحظورة، قبل إطلاق العديد من الصواريخ من إحدى الشاحنات. معطيات أخرى تحصلت عليها "هسبريس"، بيّنت أن مناورات "الأسد الإفريقي" تجاوزت منطقة التداريب المخصصة لها، بعد أن توغل الجنود الأمريكيون عدة كيلومترات خارج منطقة المناورات إلى القرب من بعض المناطق المأهولة بالسكان، كما أكدت المعطيات وجود شظايا لبعض القنابل المستعملة في تداريب "الأسد الإفريقي" قرب مدرسة "لعظيم" الابتدائية ، مع وجود حفر كبيرة في بعض المناطق القريبة من قرى مأهولة بالسكان، وهو ما يظهر قوة الدمار الذي تخلفه القنابل المستعملة في التداريب والتي وُجد 9 منها مكسوة بالرمال ولا يظهر منها إلا الأطراف. في السياق ذاته، طالب احمد شناوي رئيس جمعية الشاطئ الأبيض للتنمية والبيئة، في تصريح ل"هسبريس" بإيفاد لجنة تقصي حقائق برلمانية للوقوف على تبعات وتأثير مناورات "الأسد الإفريقي" على المجال البيئي والصحي والأمني والتربوي والاجتماعي بهذه المنطقة، كما أكد على ضرورة تعويض المتضررين من الساكنة على ما ألحقته المناورات بصحتهم وماشيتهم. وأضاف شناوي في تصريح ل "هسبريس" على ضرورة تعويض الولاياتالمتحدةالأمريكية والحكومة المغربية لقبيلة الشرفاء "اولاد بوعيطة" بعد أن تم الإضرار بشكل غير القانوني بأراضي هذه القبيلة وألحقوا بها أضرارا بيئية تابثة. وعملت "هسبريس" على مراسلة السفارة الأمريكية بالرباط، لمعرفة رأيها في الموضوع، غير أننا لم نتلق أي جواب إلى حد كتابة هذه الأسطر. [email protected]