الذي حصل مؤخرا بالمغرب ليس له إلا تحليلين لا ثالث لهما. الإستنتاج من التحليل الأول الذي ترجحه الأغلبية الساحقة من المغاربة هو أن المخزن نسج وحبك القصة من البداية إلى النهاية مرورا بتفاصيلها وجزئياتها لتسييج الشعب المغربي من جميع النواحي وخصوصا الأحزاب والجمعيات والمنظمات القليلة التي بقي فيها شيء من الروح. والمخزن هنا يعيد مقولة طارق بن زياد بطريقته الخاصة حيث يقول للشعب المغربي: هاهي الأسعار تفوق مداخيلكم فليس لكم والله إلآ أن تقبلوها وتدفعوها صاغرين راكعين أو تلفق لكم تهم تفوق تصوراتكم وتفصل لكم جرائم تفوق أحكامها ما تبقى من عمركم. وإذا كانت سنوات الجمر والرصاص قد انتهت كما يتوهم البعض فإن سنوات النار والبارود قد حلت. اليوم لم يعد المغاربة يطمعون في الديموقراطية بل أصبحوا يتمنون ألآ تشيد أصوار كأصوارتازمامارت وإيكدز ودرب عمرالشريف. وأن لا تشتعل نار الحرب الأهلية حتى لايصبح المغرب عراقا آخر. السؤال الدي يطرحه كل إنسان اليوم هو ماذا يريد المخزن من المغاربة؟ أن يرحلوا عن المغرب؟ فقوارب الموت فيها أكبر من دليل. أن يبيعوا لحمهم؟ فسمعة المغربيات بالخارج فيه الكفاية. أن يتخلوا عن دينهم وجنسيتهم؟ فكثير قد فعلوا. أن يركعوا جميعا؟ فهذا غير ممكن وحلم لن يتحقق، لأن من المغاربة من يفضل الموت على أن يركع لأبناء العاهرات. لماذا ذهبت الأغلبية الساحقة مع هذا التصور؟ - أولآ لكثرة ما كذب المخزن على الشعب المغربي جعل هذا الأخير لا يثق فيه حتى وإن كان صادقا. ثانيا- لأن سياسة المخزن القمعية والتحقيرية للمواطن المغربي على مرالعقود لن تنتج فقط إرهابيين ولكنها أنتجت وتنتج وستنتج وحوش لاوطن ولاعقيدة ولا مبادئ لهم. وهؤلاء هم من أسميهم بالمغاربة الأجانب. ولا أعني بهم الأجانب بالمغرب، لأن من الأجانب من يحب المغرب. المغاربة الأجانب: هم الأشخاص الذين يحملون الجنسية المغربية، يعيشون داخل أو خارج المغرب ولكنهم يكنون كل الحقد والبغض للمغرب وللمغاربة. هذا الصنف من المغاربة هو إنتاج مخزني غير متحكم فيه من أي طرف. وطنه وعقيدته ومبادؤه هم الأوراق المالية (الدرهم – الدولار – اليورو – الين – الريال ...إلخ...)- ثالثا: لأن المخزن لايزال يتصرف بالطريقة القديمة في الوقت الذي تطورت فيه كل الأمور. وعلى سبيل المثال فقط لا الحصر. قضية قناص تارجيست، فعوض أن يعاقبوا قطاع الطرق أقاموا الدنيا وأقعدوها وعاقبوا كل سكان المدينة/القرية بحثا عن القناص. وقد تسائلت عن تهمة هذا الشخص، هل هي حمل كاميرا فيديو بدون ترخيص؟ أم دخول صفحة يوتوب بدون إذن من المخزن؟ أما الإستنتاج من التحليل الضعيف المشكوك فيه الذي يقول أن ما حصل حقيقة وما صرح به المخزن مأكد. فكما سبق الذكر فالملقى عليهم القبض هم من إنتاج سياسة المخزن. ولا يمكن أن يلوم بهم المغاربة, لأن المخزن هو من صنعهم، و عليه أن يلوم نفسه وسياسته ويتأكد أنه إذا استمر في نهج نفس السياسة القمعية التذليلية ،التحقيقرية فإنه سينتج أكبر من هؤلاء المجرمين وأخطر منهم. وإذا كانت الأمور قد انتهت الآن بسلام فإنها لن تكون كذلك دائما. إن هاته الأحداث يجب أن تكون درسا للمخزن ليعيد النظر في سياسته، ويدرك أن إستقرار المغرب، إن كان يريد له الإستقرار ، لن يكون إلآ بنهج سياسة ديموقراطية حقيقية. اليوم بتأكيد جميع المحللين السياسيين عدنا سنوات إلى الخلف، ونحتاج لفترة كبيرة من الزمن فقط لبناء الثقة. أما الديموقراطية فلا مكان لها الآن بالمغرب لأنها تتطلب ثورة ثقافية كبرى ينخرط فيها الجميع. وبما أن السياسة التعليمية بالمغرب مشلولة والثقة بين مكونات المجتمع مفقودة. فإن أول ما يجب البدئ به هو إعادة الثقة وبناؤها على أسس صحيحة تليها فترة تصحيح ومعالجة السياسة التعليمية المعوقة لتنطلق بعد ذلك الثورة التعليمية. هذا إذا كنا نريد أن نأهل أحفادنا لبلد ومجتمع سليم. أما نحن فقد كتب علينا أن نولد في القمع ونموت فيه. لانريد أن نظلم المخزن رغم أن ظلمه لنا لا يعد ولا يحصى. ولكن نريد أن نقول له لايمكن أن نثق فيك ولو كنت تقول الحقيقة حتى تغير سياستك المكشوفة. وهذا أكبر دليل على نفاقك وسياستك المكشوفة. المجلس الأعلى للمهاجرين المغاربة: بالتأكيد أن مجلسا يمثل الجالية المغربية له من حيث الإسم معاني سامية، لكن تمعنوا معي . السفارات والقنصليات المغربية في الخارج لم تحرك ساكنا ولم تخبر المهاجرين بهذا الحدث!!! المهاجرون المغاربة القلائل الذين سمعوا بالموضوع عن طريق الصدفة لا يعرفون كيف ربط الإتصال بهذا المجلس!!! تعيينات وكأن المهاجرين المغاربة قاصرين لا يستطيعون اختيار ممثليهم!!! ا ولآن على صفحات الأنترنيت نشبت حرب بين المهاجرين المغاربة في القارات الخمسة كل فئة تتهم الأخرى بمحاولة الإستلاء على المجلس وتهميش الأخرين!!! هذا ما خطط له المخزن وما أراده وقد وصل إليه. وما وصل إليه بعض المهاجرين المغاربة ينطبق عليه المثل الأمازيغي الذي يقول "نُوغٌنْ إذان خف يلغان أو مثراو" تناهش الكلاب فيما بينهم على ساقي المتسول. ما ذا ستجني الكلاب من ساقي المتسول؟ لو كان المخزن حقا يريد أن يكون للمهاجرين مجلس يمثلهم ويدافع عن حقوقهم. لأنشأ صفحة بالأنترنيت ووضع أرقام هاتفية مجانية وعنوان وجند السفارات والقنصليات وجميع الوسائل للإتصال بجميع المهاجرين حيثما وجدوا لإخبارهم وحثهم على التسجيل والإخراط واضعا أمامهم كل التسهيلات والشروحات الضرورية. على أن تستمر عملية التسجيل لمدة معينة تليها فترة تقديم الترشيحات لكل من يرغب في تسيير المجلس ثم الحملة يشرح فيها كل مرشح طريقته تليها التصفيات الأولي بطريقة شفافة ومتفق على طرقها منذ البداية. مثلا أن يكون لكل بلد الإقامة ممثل. وممثل لكل نسبة معينة من المهاجرين . ثم التصفيات الأخيرة فالإعلان عن المجلس وأن ينص القانون الأساسي على مدة التمثيلية التي لا يجب أن تتجاوز مدة معينة من الزمن. هذا إذا كنا حقا نريد مجلس يدافع عن حقوق المهاجر المغربي. لكن كيف للمخزن الذي يقلقه لسان المهاجر والذي ينعثه بالطويل أن يمنحه حقوقه. المخزن حتى يتهزئ ببعض المهاجرين يرمي لهم بمثل هاته العظام ليتطاحنوا عليها. ليقول لهم بطريقة فنية تتشدقون بالديموقراطية وتطالبوننا بها فأين هي ديموقراطيتكم؟ بالنسبة لي أقول للمخزن أمريكا تمنحني حقوقي الكاملة أشتغل وأدرس في نفس الوقت، وعلى ذكر الدراسة فقد فتحوا لي كل الأبواب ومنحوني كل التسهيلات ولم يطلبوا مني دبلوم حديث كما فعلتم حينما تقدمت لجامعاتكم فكل ما أطلبه منكم هو أن تمنحوا الحقوق للمغاربة القاطنين بالداخل وحينما سيحصل هؤلاء على حقوقهم فأكيد سيصلني حقي كاملا غير منقوص. فكفاكم استخفافا بعقولنا وشكرا. ""