شنّ تيار داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يُطلق على نفسه "تيار الاختيار الحداثي الشعبي"، هجوما على حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، واصفا إياه بالحزب الملتحي الذي لم يتمكن طيلة عشر سنوات من المعارضة من امتلاك البديل الاقتصادي العلمي-العملي بقدر ما "انشغل بأسلوب المعارضة الإفتائية التي اختزلت مفاهيم التوحيد والإصلاح في منطق التسويق الكهنوتي المُنوِّم للأتباع والمكفر للفجار". واعتبر التيار المذكور في بلاغ وُصف بالشديد اللهجة أن دفاتر تحملات القنوات العمومية التي جاءت بها وزارة مصطفى الخلفي، تعكس توجها للهيمنة على الإعلام العمومي المقنع بقشور دوغمائية، والمؤسس حسب البلاغ الذي توصلت "هسبريس" بنسخة منه، على نهج سياسي مبشر بما قال عنه البلاغ النيوفاشية المنبعثة من فتاوي المشرق الإخواني. وأكد تيار الاختيار الحداثي الشعبي داخل الاتحاد الاشتراكي أن ما جاءت به دفاتر تحملات القنوات العمومية من نقل الآذان ومنع القمار، يُعتبر محاولة للسطو الخلفي على الإعلام العمومي وتوظيفه للدعاية الحركية "الدوغمائية" والتحضير لإقصاء الآخر تحت مبرر الاختلاف في أسلوب الحياة، متسائلا إلى أين يقود بن كيران المغرب؟ وشرح بلاغ التيار المشار إليه، أن الديمقراطية كحرية في التعبير والمشاهدة وكاختيار تواصلي رقمي تنطلق من جعل الإعلام العمومي المجال المشترك لتجسيد التعددية الثقافية لمغرب الجميع، موجها الكلام فيما يُشبه التهديد إلى من قال عنها حكومة العبث المقنع، أن أعضاء التيار "كجيل حداثي شعبي بالمرصاد لدوغمائية اللاهثين وراء السراب، الذين عوض توجيه دفاتر تحملاتهم نحو مكامن الخلل الحقيقي، ألا وهو التفاوت الظالم بين فئات المجتمع، يشعلون لهيب فتنة ثقافية لن يتحملها الوطن الجريح"، ومُبديا رفضه لما اعتبره عودة العنف والتلويح بالشارع لاجتتاث جيوب مقاومة، وما سماه شحذ سيوف معسكر التكفير "كمقدمة لإحياء فتاوي إباحة الدماء"، معتبرا ذلك يشكل ناقوس خطر "دشنه التوجه الاعلامي الخلفي ذو القيمة الفارغة والغاية الذميمة".