" حراكنا دمنا معاكم .... الله يعطينا وجهكم " بهاته العبارة ختم آخر المشاركين في حلقة مساء يوم الجمعة 06 أبريل 2012 من برنامج كوميديا التلفزي مشاركته موجها خطابه للجنة التحكيم، وهي عبارة وإن عجلت بإقصاءه المبكر من المسابقة الرسمية، فإنها اختزلت واقع ما يجري داخل كواليس هذا البرنامج، طبعا لقد انتقمت لجنة التحكيم على الفور برفع يافطة : " ماعجبناش هذا السكيتش " ضدا على تلك العبارات التي لم ترقها وعزت لطيفة أحرار قرار الإقصاء إلى تبني كتابة غير مقبولة ونصحت صاحبنا بنهج كتابة جديدة أو تغيير الحرفة على اعتبار أن صاحبنا يتقن عدة فنون، لكن المسابقة تجري في اتجاه أن هذا المشارك قد ربح رهان جمهور صفق لجرأته المفرطة على قول ما يريحه، وأكيد أن الجمهور المتتبع لهاته الحلقة كان يتوقع إقصاء هذا المشارك لأنه نقل لنا ما عايشه من مد وجزر وربما ما رآى بأم عينيه من مزايدات ومناقصات تعيشها دهاليز هذا البرنامج الذي لم يتبث بالملموس أنه برنامج المغاربة لحد الآن، لجنة التحكيم وإن ضمت أسماء بالرغم من كفاءتها إلا أنها لم تقنع المتفرج/المتلقي بملاحظاتها التي كانت تبديها على كل مشاركة، فهي ملاحظات بسيطة وغير مبنية على أسس فنية ومعايير تنقيطية مضبوطة، هي ملاحظات تتماشى مع مزاج كل عضو من لجنة التحكيم، يمكن لأي متفرج أن يستنبط أبلغ من تلك الملاحظات التي أبداها أعضاء هاته اللجنة، بالنظر مثلا إلى ملاحظات عبدالخالق فهيد التي تلاها على مشاركة المشارك الأول من مدينة آسفي والتي ربط فيها قضاء مناسك الحج مع مضمون السيكتش الذي تقدم به ، ما علاقة إذن مناسك الحج مع ملاحظة هذا العضو ؟ أليست هاته مزايدة لا طائل منها، ثم ألا يلاحظ معي المتفرج أن برنامج كوميديا اختلطت عليه الأوراق وزاغ عن سكته وراح يمزج بين المسرح والسيكتشات وأشياء أخرى، أعتقد أن المشاهد المغربي ليس بليدا إلى هذا الحد، بل إن إلمامه الملموس بما يجري في الحقلين السمعي والبصري جعله في كثير من الأحيان يدق ناقوس خطر الميوعة التي أصبحت تعيشها بعض البرامج وعلى الأخص الترفيهية التي تعرض في ساعة الذروة، المشاهد المغربي طبعا عاقد العزم على التشبت ببرامج يتلمس فيها صورته /واقعه ومعيشه، لكن تجري الرياح في الاتجاه المضاد هناك فقط استخفاف بالذوق السليم للمتفرج. السؤال الذي يطرح بإلحاح هو هل من بين أكثر من ثلاثين مليون مغربي لم يتم العثور إلا على أربع مشاركين لم يستطيعوا شد المشاهد بالرغم من التأطير والتنظير والاحتضان، هناك أمور ما تسير في الاتجاه المعاكس، مثل هاته الأسئلة ليست من مهام المشاهد بل هي من اختصاص الجهات المعنية بحماية المستهلك/ المتفرج/ المتلقي، وأعتقد أن هاته الجهات لها آلياتها وقواعدها وقوانينها وإجراءاتها وافتحاصاتها، فلقد سئمنا من البرامج التنشيطية المليئة بالتحرش اللفظي المقزز لمسامعنا والفقرات الجوفاء من كل مضمون يسير في اتجاه تصحيح الأذواق التي ساءت بسبب العواصف التدجينية الآتية من كل حدب وصوب، يبقى السؤال مطروحا ومفتوحا في اتجاه مدارسته مع أصحاب الاختصاص ...