مما لاشك فيه ان شريحة لاباس بها من فئات الشعب المغربي تابعت المسابقة الفكاهية "كوميديا" على شاشة الاولى والتي بثت خلال شهر رمضان المنقضي وتواصلت فعالياته رغم نهاية رمضان . "" وقد استبشر المغاربة خيرا بهذا البرنامج بحكم انه نجح في ان يسرق الضحكة من افواه المتفرجين وان يجدد الامل المتبقي لدى البعض في ان تقدم قنواتنا انتاجات وطنية راقية "تخاطب عقول الشعب" كما يقول البعض ورغم تسجيل نقاط سلبية وايجابية في آن واحد نذكر من بينها انه اعطى الفرصة للشباب لعرض مواهبهم الفكاهية وصقلها عبر تاطيرهم من طرف خبراء في نفس المجال وتحت انظار الممثل الكوميدي المعروف الخياري والكوميدية الاطرش امال الا ان هناك بعض الامور تعاب عن البرنامج كالمعايير والقوانين التي كانت تتخد في الحسم بين المتشاركين فرغم اعترافنا باننا نختلف في الاذواق وان لجنة التحكيم ستجد صعوبات بالغة في اختيار الفائزين الا ان متسابقين دون المستوى استطاعوا ان يعبروا الادوار الواحد تلو الاخر بدون اداء مقنع واحيانا ببعض التفاهات التي تثير الضحك على صاحبها اكثر مما تثير الضحك على مضمونها ورسالتها في مقابل اقصاء واستبعاد متشاركين هم الاجدر بالتاهل وباعطاءهم فرصة اخرى للخلق والابداع مما خلف استياء للبعض وشكوك للبعض الاخر في شفافية ونزاهة اللجنة التحكيمية ولعل الحل الوحيد للحسم في نتيجة المتنافسين هيا اللجوء الى المتفرجين داخل بيوتهم ودعوتهم الى التصويت مع الاحتفاض بلجنة التحكيم والتي لها الكلمة الاولى والاخيرة في تقرير مصير "كوميديي الغد". والنقطة الاخرى التي احب ان اشير اليها وهي عبارة عن ملاحظة شخصية وهي المواضيع التي كان يتناولها المتسابقون فرغم تنوعها وتعددها وبساطتها الا ان البعض الاخر تجرا وفضل مواضيع ذات طابع سياسي نقدي طرحها على المتفرجين وعلى الحكام في بلاطو كوميديا دون ان يتعرض لمضايقات ولا قمع ل "سكيتشه السياسي" وعرض على التلفزيون امام الملاء بدون مقص الرقيب الا ان النتجية هي اقصائهم المبكر والاحتفاظ بالبقية المسالمة فكانما القائمين على البرنامج يوجهون رسالة الى البقية كي لاتسلك نفس الطريق ونجحت في ذالك كما شاهدنا في بقية اطوار المنافسة فلا احد سلط لسانه وبدا في انتقاد اصحاب الحال فيبدوا ان القناة "الاولى" تلقت تعليمات بازالة هؤلاء من ميدان المنافسة لكي لايصبحوا خياري او بزيز الغد فيكفينا "بزيزنا وخيارنا اللي مبرزطينا". رغم هذا فلا يمكننا الا ان نرفع قبعاتنا لهؤلاء الشباب الذين اتحفونا بمقالب هزلية غطت "التخربيقات" التي تعرض في الموسم الرمضاني وعلينا تشجيع مثل هذه البرامج المحترمة والناجحة فيكفينا ما عانيناه طيلة السنوات الماضية من نفس الوجوه التي تدعي "التاكوميديت" فقد حان الوقت للتجديد وضخ دماء شبابية تحمل مشعل الفن الكوميدي الهادف ولعل الامنية الاخرى هي ان تاخد احزابنا السياسية واجهزة الدولة العبرة من هدف البرنامج الا وهي تشبيب الساحة سواءا كانت هذه الساحة كوميدية او سياسية...