ونحن على مشارف نهاية هذا الشهر الفضيل الذي شهد عرض كثيرا من السيتكومات والبرامج التلفزية المتنوعة والمختلفة على القناتين الأولى والثانية من أفلام درامية ومسلسلات مدبلجة وسلسلات فكاهية مغربية ك «دار الورثة» و «نسيب الحاج العزوز» و«دابا تزيان» و «الكيشي» و«كول سنتر» وغيرها والتي لقيت استحسانا لدى فئة من الجمهور المغربي واستنكار فئة أخرى. مع العلم أن إقبال المغاربة على مشاهدة البرامج الرمضانية ينصب بشكل كبير على الإنتاجات التي تعكس محيطهم وواقعهم وخصوصا البرامج الفكاهية، وهذا ما استخلصناه من آراء وتصريحات أدلى بها لنا مجموعة من المتتبعين ومن بين هذه التصريحات ما جاء على لسان أسماء (26 سنة) التي انتقدت الاعمال الفنية المغربية، حيث أنها لا ترى فيها شيئا مفيدا سوى «الهدرة الخاوية»، وأنها تفضل مشاهدة القنوات الفضائية الأخرى بسبب الجودة التي تتميز بها على قنواتنا المغربية. وعلى ذكر الجودة وحسب ما جاء به تصريح لقيصر 22 سنة طالب بكلية الاقتصاد، فإنه يرجع السبب الى تدني جودة القنوات المغربية والانتاجات الخاصة بالكوميديا الى المسؤولين على هذه الأعمال، ويقول «كاين كثرة الانتاجات ولكن الجودة مكيناش أو كنطالبو المسؤولين على هذه الاعمال يبتاكرو شي حاجة جديدة اللي مكيناش في الوقت كفاش كاع هدشي لي كيدوز حفضناه أومليناه حيث كتكرر عام على عام». ولا تقتصر تصريحات الجمهور على الانتقاد الواضح الذي يوجه الى الكوميديا المغربية، بل هناك من يجدها محترفة ومتمكنة ولا يجد عيبا في تكرار الأعمال وظهور نفس الوجوه كل رمضان كمصطفى الذي يشجع الاعمال الفكاهية المغربية ويتتبعها بشغف سواء على القناة الاولى أو الثانية ويجد أن كولشي مزيان وان كول سانتر لقي تنويه بعض المشاهدين أيضا نظرا لطرحه فكرة جديدة لم تعهدها السيتكومات التي تعرض كل سنة مع ظهور وجوه جديدة كما جاء على لسان كريمة 18 سنة، غير أن البعض يجد أن مشكل الكوميديا ليس مشكلا مطروحا في المغرب وحسب، بل هو أزمة إبداع تعرفها دول العالم سواء العربية أو الأجنبية بعد أن فقدت الكوميديا كفن راق قيمتها الهادفة التي تقدم الواقع بقالب ساخر ومسلٍ. ويصل استنكار بعض هؤلاء الى مطالبة الفنانين الحاليين بالاعتزال لأنهم أصبحوا وجوها مملة وساهموا في تدني مستوى الفكاهة المغربية، كما قال نور الدين 25 سنة، « الإبداع المغربي سالا. شحال هذا كون غير اعتازلوا احسن ليهوم أنا كنفضل روتانا أو ميلودي أفلام على الأقل كنلقى داكشي اللي بغيت». وسواء لاقت الكوميديا المغربية استحسان البعض أو رفضا قاطعا لدى البعض إلا أن ما يمكن استنتاجه من تصريحات الجمهور المغربي، أن هناك إجماعا كبيرا على أن الكوميديا المغربية تحتاج الى دفعة جديدة والى تغيير في أفكارها وأساليبها لتنهض من جديد وتسترجع ثقة المشاهدين الذين لم يفقدوا الأمل بصفة كاملة.