كشفت مصادر مقربة من جمعية "الصحراء المغربية" أن هذه الأخيرة توصلت بمعلومات مفادها أن الجيش الجزائري اعتقل، أمس الخميس، أزيد من 20 صحراويا، كانوا في طريق عودتهم إلى المغرب، عند الحدود مع موريتانيا. وأفادت المصادر نفسها، أن من بين المعتقلين نساء، دون أن تكشف عن أي تفاصيل أخرى حول الموضوع، مشيرة إلى أنه ما زال مصير هؤلاء مجهولا. ويأتي هذا الحادث بعد يومين من التحاق حوالي مائة صحراوي بالمغرب، قادمين من مخيمات تندوف بالجزائر، ضمن ثلاث مجموعات، تضم عددا من الأشخاص الذين شاركوا في مؤتمر اكجيجيمات المنعقد في دجنبر الماضي بضواحي تيفاريتي بالصحراء. وحل أفراد هذه المجموعات، مرفوقين بعشرين طفلا وطفلة، من أبناء عدد منهم، بمنطقة الكركرات الحدودية الواقعة على بعد 380 كلم من الداخلة ، تلبية لنداء "إن الوطن غفور رحيم". وذكرت مصادر صحراوية أن عائلات أخرى تستعد للعودة إلى المغرب خلال الأيام المقبلة. وأعرب عدد من هؤلاء العائدين، في تصريحات صحفية، عن سعادتهم بالعودة إلى أرض الوطن، وعن دعمهم لمشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب. وبعد أن وصفوا الأوضاع التي يعيشها سكان المخيمات بالقاسية والمزرية، أبرزوا أن "غالبية سكان هذه المخيمات يتحينون الفرصة للعودة إلى وطنهم الأم"، مطالبين ب "فك الحصار عن المحتجزين من أهاليهم في مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري لتمكينهم من الالتحاق بذويهم وأهلهم". ودعوا في الوقت ذاته "جميع الصحراويين المغاربة، أينما وجدوا، إلى الالتحاق بأرض الوطن للعيش الكريم في ظل الوحدة والاستقرار". وجاءت هذه العودة على بعد أيام من انطلاق الجولة الرابعة من المفاوضات التي من المقرر إجراءها ما بين 16 و18 مارس المقبل في منهاست في ضواحي نيويورك. وأعلنت الناطقة باسم الأممالمتحدة ميشال مونتاس، الأربعاء ، أن الجولة الجديدة من المفاوضات بين المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) ستعقد في التاريخ المشار إليه عوض ما بين11 مارس إلى 13 من الشهر نفسه، موضحة أن إرجاء الموعد خمسة أيام تقرر "بطلب من أحد الطرفين"، من دون أن تحدد أي طرف والسبب وراء طلب التأجيل. وتجري هذه المفاوضات مباشرة بين الطرفين برعاية الأممالمتحدة التي يمثلها موفد الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم. ويحضر المفاوضات كذلك الجزائر وموريتانيا وهما بلدان مجاوران تجري استشارتهما كذلك. وفشلت الجولات الثلاث الأولى من هذه المفاوضات، التي عقدت في المكان ذاته، في تقريب وجهات النظر بين الطرفين. وتطالب البوليساريو راهنا بإجراء استفتاء حول تقرير المصير تحت إشراف الأممالمتحدة يترك للناخبين الصحراويين حرية الاختيار بين الالتحاق بالمغرب والاستقلال أو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. ويتمسك المغرب باقتراحه القاضي بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره السبيل الوحيد الذي يؤدي في رأيه إلى "سلام الشجعان".