طلابي: الدعوة إلى الدولة الدينية أو العلمانية خطأ قاتل في النهوض الحضاري قال المفكر الإسلامي جاسم سلطان، إن الفقر والجهل والمرض والهوياتي من المشاكل الكبرى التي تواجه النهوض الحضاري لأمة اليوم بعد الربيع العربي، مؤكدا أمس الجمعة 23 مارس 2012، بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن الدولة المعاصرة أصبحت تخاف من الشباب وتعتبره مشروع أزمة، منبها إلى أن هذه الدول لو استغلت طاقات الشباب وتركتهم يفكرون في حلول لمشاكل بلدهم لنجحوا في ذلك بنسبة 60 في المئة بعد 5 أو 6 سنوات. واعتبر سلطان الذي حاضر حول "الإصلاح بين السياسي والحضاري"، ضمن المنتدى الوطني للحوار والإبداع الطلابي الرابع عشر لمنظمة التجديد الطلابي، أن مكونات الحركة الإسلامية مازالت في حالة تعلم، موضحا أنه بعدما أتقنت دور المعارضة تدخل إلى تنفيذ ما كانت تطالب به، بوصول عدد منها إلى السلطة. سلطان قال إن مهمة الإسلاميين الذين وصلوا بالديمقراطية إلى السلطة لن تكون سهلة، أو وربما ستكون مستحيلة على الأقل في تنفيذ ما كانت تطالب به أيام المعارضة، موضحا في حديثه عن علاقة الديني بالسياسي أن العلاقة بينهما كعلاقة المثالي بالواقعي، فالأول يحتاج حسب نفس المتحدث إلى الكمال والثاني يكون مقيد بضوابط وشروط. إلى ذلك أكد امحمد الطلابي مفكر إسلامي مغربي، أن المدخل إلى الفعل الحضاري والاقتصادي والثقافي هو الفعل السياسي، وهذا ما يسمى حسب الطلابي لحظة الفعل الانجدابي. وأوضح طلابي أن الكل اليوم يلجأ إلى الفعل السياسي، قائلا:" كل مفكر حضاري يجب أن يكون سياسيا"، موضحا أن الفعل السياسي هو كل ما يهم الأمة، والفعل الحزبي هو الذي يهم الحزب السياسي. وتساءل المفكر المفربي عن أي دولة تصلح بعد الربيع الديمقراطي، دينية أو علمانية أو إسلامية أو مدنية، معتبرا أن الدعوة إلى الدولة الدينية أو العلمانية خطأ قاتل في النهوض الحضاري. ودعا الطلابي إلى مراجعة الحداثة التي يعتبرها مكونة من ست مكونات: العلمانية والديمقراطية والرأسمالية والفردانية والشهوانية والعقلانية، مبرزا أن مساحة كبيرة من الحداثة الغربية موجودة عندنا في العقيدة.