اختتمت مساء الجمعة الماضية فعاليات الدورة الخامسة للملتقى الوطني للدعاة الشباب الذي تنظمه منظمة التجديد الطلابي، بتخريج الفوج الثالث من الدعاة الشباب بعد ثلاث سنوات من التكوين والتحصيل والتدريب، وبعد أن تم تخريج كل من الفوج الأول والثاني في السنتين الماضيتين. كما تم خلال حفل التخرج الذي سبقه يوم كامل من اجتياز الامتحانات لكل الأفواج تكريم الداعية والواعظ محمد بخات الإدريسي عرفانا من المنظمين بجهوده وما قدمه من أعمال في مجال الدعوة إلى الله. من جانبه، قال امحمد طلابي، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، إن الحرية في الإسلام هي أن تكون سيدا على شهواتك، أما الحداثة الغربية فتعتبرها هي تحقيق الشهوات بدون قيود دينية أو أخلاقية، وأضاف محمد الطلابي، أن الحرية تعني تدفق الطاقة الحيوية في الكيان الآدمي بدون معيقات، وأن الأحكام الإسلامية تصون آدمية الإنسان وتجعله ذلك الكائن النوعي المفضل والمكرم وليس كباقي المخلوقات، بخلاف النظرة المطلقة والمنفلتة للحرية عند الغرب. وحسب طلابي فالحرية من القيم المركزية التي علينا فهمها واستيعابها، وتحديدها بدقة لصناعة رسالة في الحياة التي تتطلب أول شيء امتلاك جهاز مفاهيمي سليم. وأوضح الطلابي، في محاضرة له بملتقى الدعاة الشباب حول "الحرية في الإسلام بين حاجات الفرد ومصلحة الجماعة" أن الحرية هي إحدى مجالات التدافع الدولي في معركة القيم بين المسلمين وبين الغرب، الذي يريد أن يفرض قيمه التي أنتجتها الحداثة على العالم الإسلامي ذي القيم الربانية المصدر، وذلك يقول الطلابي "بعدما هزمنا في مسالة حماية السيادة الدولة بتهجير السياسات الوطنية إلى مؤسسات دولية". وحسب وجهة نظر طلابي، فإن هناك التقاء كبيرا بين الإسلام والحداثة في المجال السياسي، أي كل ما يتعلق بفصل السلط والقانونية والتعددية والسلطة للشعب، ويختلفان في مسألة العلمانية، إذ أن الإسلام يقول بأن السيادة للشريعة والسلطة للشعب، في حين الحداثة تعطي السلطة والسيادة للشعب. وأضاف الناشط في المنتدى العالمي للوسطية وممثله بالغرب الإسلامي، إن الدولة في الإسلام ليست دولة مدنية مطلقة وليست دولة دينية مطلقة بل هي تركيب بينهما. وقال المفكر المغربي، "في مجال الشباب هناك تدافع بين فئتين الأولى تحمل وعيا مطابقا سليما هي الملتزمة بالدين، وبين فئة ذات وعي مفوت سقيم، وهي التي تعادي الدين وهم قلة، بينما أغلب الشباب يحملون وعيا مشوشا ومفتونا". إلى ذلك، حث طلابي، الشباب الدعاة الحاضرين على ضرورة امتلاك أصول العلوم الشرعية ومعها القواعد الكبرى للعلم الإسلامي الذي يتكون من العلم الشرعي كآلية لفهم النص، والعلوم الإنسانية لدراسة الظواهر البشرية، والخلاصات الفلسفية للعلوم المادية كمبدأ الزوجية، وقال المتحدث، إن العالم الذي لا يمتلك المبادئ الكبرى في العلوم الإسلامية لا يوثق في فتواه. وصرح المفكر المغربي، أن قلة ممن يدعون أنهم حداثيون يجهلون معنى الحداثة ويحصرونها في واحد من عناصرها الستة، وقال إن الحداثة "صرح فلسفي يتكون من ستة عناصر هي الرأسمالية، والديمقراطية، والعلمانية، والعقلانية، والفردانية، والشهوانية". وأكد الطلابي أن القرآن جاء لحل المعضلات الحضارية للأمة والبشرية، ودعا صفوة الشباب المشارك في الملتقى إلى محاولة تفسير جديد للقرآن ينتج لنا مفاهيم جديدة وقيم جديدة للإجابة على القضايا المستجدة في المجتمع، وتحديد الآيات الناشطة بالفعل أي القابلة لتطبق الآن، وناشطة بالقوة أي تحتاج إلى مدة لتطبقها.