على متن دراجتها النارية كبيرة الحجم من نوع (شاداو 750) السوداء اللون٬ تعودت دليلة مصباح الغنامي٬على الانطلاق بشكل عابر في رحلات عبر شوارع شاطئ العاصمة الاقتصادية دون أن تثير الانتباه . بيد أن استقطابها مؤخرا لنساء أخريات يعشقن ركوب هذا النوع من الدراجات في رحلات جماعية٬ حول هذه الكوكبة من النساء إلى حالة رياضية تثير فضول مرتادي هذا الشاطئ . هذا هو حال دليلة٬ التي اقتحمت عن سبق إصرار وترصد عالما شاقا ومضن٬ كان إلى عهد قريب حكرا على الرجال٬الذين كانوا يسمحون أحيانا بركوب النساء معهم٬ ولكن وراء ظهورهم. فلم تقتصر هذه السيدة على ركوب هذا النوع من الدراجات والمشاركة في السباقات الدولية ٬ بل أنها أقدمت على تأسيس أول جمعية للنساء المغربيات المستعملات للدراجات النارية كبيرة الحجم والتي أطلق عليها اسم (جمعية ميس موتو ماروك) وقد أعطت هذه الخطوة ٬ التي أحدثت رجة في عالم الدراجات النارية كبيرة الحجم٬ الذي ينظر إليه بأنه قلعة محصنة للرجال٬ انطلاقة شوط آخر من حياة هذه السيدة٬ التي تعشق الدراجات النارية كبيرة الحجم بشكل كبير منذ صغرها. ولدليلة تاريخ خاص مع الدراجات النارية٬ التي كانت تمتطيها منذ أن كان عمرها 16 سنة٬ وهذا ما يبرر ولعها واستعمالها في صغرها للدراجة النارية صغيرة الحجم (صوليكس) المعروفة لدى فئات عريضة من المجتمع المغربي. ولم تقف ذكريات دليلة مع (صوليكس) عند هذا الحد٬ فهي تتذكر كذلك أن هذه الدراجة٬ التي كان يستعملها رفيقها في الحياة٬ وهو الآخر من محترفي سباق الدراجات النارية٬ تسببت لها في إصابة إثر اصطدامها بسيارة . هذا العشق الخاص بالدراجات النارية٬ لم ينقطع لدى دليلة٬ حيث انخرطت في عوالم أكثر اتساعا من خلال تظاهرات عالمية منها مشاركتها مؤخرا بالولايات المتحدة في أكبر تظاهرة للنساء المستعملات للدراجات النارية كبيرة الحجم في العالم. وشكلت هذه التظاهرة٬ التي دامت 18 يوما– كما تقول دليلة - مناسبة بالنسبة إليها لمعانقة دراجتها النارية كبيرة الحجم وفائقة السرعة للدخول في مغامرة جديدة٬ تم خلالها قطع مئات الكيلومترات عبر التراب الأمريكي من نيويورك حتى لوس أنجليس مرورا بشيكاغو. وقد توجت هذه التجربة الجديدة في عالم استعمال الدراجات النارية كبيرة الحجم مشاركاتها السابقة في تظاهرات عالمية أخرى في البرتغال والولايات المتحدة ومناطق أخرى من العالم. وإذا كانت دليلة قد استهوتها رياضات أخرى منها ماراثون الرمال٬ حيث سبق لها أن شاركت في بعض دوراته٬ فإن شغفها بعالم الدراجات النارية كان أكبر من أن يقاوم ولم تقو على التخلي عنه لكونها تعشق رياضة الدراجات النارية حتى النخاع . وفي كل مرة تعود إلى أرض الوطن بعد مشاركتها في تظاهرة دولية سواء بالقارة العجوز أو بالولايات المتحدة٬ تتساءل دليلة مع نفسها .. لماذا لا تنظم مثل هذه التظاهرات بالمغرب ؟ولماذا أكدت المغربيات علو كعبهن في عدة مجالات٬ ولم ترفعن تحدي عالم الدراجات النارية كبيرة الحجم لكي تصبحن نساء معروفات في هذه الرياضة ؟. ولهذا السبب تحديدا٬ عملت هذه السيدة القوية العزيمة على إقناع نساء أخريات لكي ينضممن إلى مغامراتها الرياضية٬ فشكلت بذلك كوكبة تتكون حاليا من 20 سيدة ٬ منهن أطرا عليا وطبيبات ومسيرات مقاولات ٬ يجمع بينهن شغف ترويض هذه الآلات الضخمة . وقد تجسد هذا العشق أساسا في اقتناء سيدة تنتمي لهذه الكوكبة٬ لدراجة نارية بمبلغ مالي حدد في 500 ألف درهم٬ وهو ما اعتبر احتفالا بهذه الرياضة٬ وفتحا جديدا بالنسبة لهذه الكوكبة التي لا حد لطموحاتها وتطلعاتها . وفي ما يشبه الاحتفال أيضا٬ تستعد جمعية (ميس موتو ماروك) التوجه إلى مدينة مراكش يوم غد السبت للاحتفاء الرسمي بميلاد هذه الجمعية الفتية في إطار أول نشاط لمستعملات الدراجات النارية كبيرة الحجم بالمغرب حيث ستقام أول تظاهرة استعراضية في رياضة الدراجات النارية من كافة الأحجام بأحد الشوارع الكبرى للمدينة الحمراء. وتتطلع دليلة ورفيقاتها إلى أن تشكل هذه التظاهرة٬ المنظمة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة٬ مناسبة لتجميع أكبر عدد من النساء المستعملات للدراجات النارية٬ على أن يبقى الباب مفتوحا٬ مادامت هذه التظاهرة تروم أيضا التحسيس بأهمية السلامة واحترام قانون السير.