أصحاب الدراجات النارية الكبيرة يحولون حياة الراجلين إلى جحيم تزايدت بشكل لافت، ظاهرة الدراجات النارية الكبيرة الحجم، لا سيما، من نوع» السكوتر»، بمدينة خريبكة. ويرجع ذلك بالأساس، إلى استيراد عدد كبير من هذا النوع من الدراجات النارية من بلدان ايطاليا وفرنسا واسبانيا. المقبلون على اقتناء هذه الوسائل للتنقل، هم من فئة الشباب بالخصوص يفضلونها لسرعتها الفائقة في التحرك في المجالات الضيقة، ويختارونها كموضة للتعبير عن مستوى اجتماعي راق. ويساهم في تزايد حجم هذه الظاهرة، تواجد جالية مغربية تجلب معها من بلدان الإقامة، خصوصا بايطاليا، هذا النوع من الدراجات النارية سواء لتقديمها كهدية لأفراد من عائلاتها، أولإعادة بيعها. وتمثل مدينة خريبكة النسبة الكبيرة من المهاجرين في إيطاليا بعد الهجرات المتوالية للشباب سواء بطرق قانونية، أو عن طريق مايسمى ب»لحريك». والمثير للانتباه، أن اغلب مستعملي هذا النوع من الدراجات السريعة، لا تتعدى أعمارهم عشرين سنة، وغالبا ما يشاهد أكثر من شخص فوق دراجة نارية واحدة تجوب الشوارع والأزقة طول الوقت. وغير المكترثين بأخطار الطريق من مستعملي هذه الدراجات النارية، يختارون السير بسرعة فائقة، لا يهمهم الضجيج والصخب الذي يتسببون فيه في الشوارع العامة، ولا يهمهم كذلك حجم الخوف في النفوس الذي يخلقونه لدى الراجلين الذين صاروا يتصببون عرقا كلما رغبوا في قطع الطريق. ومن بين مستعملي هذه الدراجات النارية، تلامذة المدارس التعليمية، يروق لبعضهم التظاهر بالقوة في التحكم في العجلة، فيدخلون في منافسات بالقرب من مؤسساتهم التعليمية المكتظة بالمارة، لا يقدرون خطورة هذه المنافسات الشاذة، حين يقفزون من فوق دراجاتهم النارية وهي تسير بسرعة ويقومون بحركات بهلوانية، وهذا الأمر يلاحظ أكثر عند خروج التلاميذ من المؤسسات التعليمية، مما يتسبب في تعريض حياة الآخرين للخطر: ثانوية ابن ياسين نمودجا. ويشتكي الراجلون من المضايقات التي يتسبب فيها هؤلاء الشباب الذين يصفونهم بالمراهقين الطائشين الذين يحتاجون إلى الرعاية الأسرية، ومراقبة الآباء الذين يجب عليهم عدم تشجيع أبنائهم على ركوب هذه الدراجات النارية الكبيرة، التي تشكل خطرا عليهم وعلى المواطنين الأبرياء» ... يقول (أحمد-م)، فاعل جمعوي «هاذ الناس ما عارفينش ايربيو أولادهم.. شارين ليهم لماتر لكبار أو طلقينهم للشارع يقتلوا الأبرياء، خاص الأمن يتدخل ويوضع ليهم حد». وعبرت إحدى الموظفات بغضب عن استهتار مستعملي دراجات نارية بسلامة الراجلين «هؤلاء الشباب يضايقون المارة، أبناؤنا في خطر، خصوصا الصغار الذين يدرسون في المدارس الحكومية، ولا يستعملون السيارات الخاصة، حيث يضطرون لقطع مسافات طويلة للوصول إلى مدارسهم». وقال ممرض بالمستشفى الإقليمي إن «عددا كبيرا من الضحايا الأبرياء، تعرضوا لحوادث سير، كان بعضها مميتا، نتيجة تهور أصحاب الدراجات النارية الكبيرة..». ومعلوم أن بعض مستعملي هذه الدراجات ممن لا يحترمون قانون السير، كأن الأمر لا يعنيهم في شيء، يتسببون في إرباك حركة السير وفي مشاكل لباقي مستعملي الطريق وشرطة المرور على حد سواء. والجدير بالذكر،أن المدينة عرفت حوادث سير مميتة، خلال السنة الفارطة، بسبب تهور أصحاب الدراجات النارية الكبيرة الحجم. و كان الضحية الأولىفي هذه الفترة قد لقي مصرعه بعين المكان، اثر اصطدامه بسيارة قادمة بالاتجاه المعاكس بحي المسيرة بشارع أحمد الهيبة، على الطريق الرابطة بمدينة وادي زم، فيما ضحية الثانية، كان شابا لقي مصرعه بمكان الحادث بشارع الروداني، قرب المقاطعة الحضرية الثانية بخريبكة، حينما اصطدمت دراجته بشاحنة. هذا إضافة، إلى ستة أشخاص لقوا حتفهم في حوادث سير متفرقة بالمدينة، كان آخرها حادثة ذهب ضحيتها شابان في ريعان الشباب، كانا رفقة صديق لهما على متن دراجة نارية من النوع الكبير اصطدمت بحاجز طرقي. وتعرضت أستاذة بالتعليم الابتدائي، لحادث خطير، حين صدمتها دراجة نارية بالقرب من مقر عملها، وقد تم نقلها في حالة جد خطيرة إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاج.