على الرغم من مرور أكثر من شهر على الاستحقاقات الرّئاسية الأمريكية، لم يُقدم المغرب على تهنئة الرّئيس الجديد جو بايدن، الذي يستعدّ لولوج البيت الأبيض الشّهر المقبل؛ ففيما توالت مُباركات زعماء العالم للرّئيس الجديد، الذي أفرزته صناديقُ الانتخابات الأكثر جدلاً في التّاريخ الأمريكي، اختارت الرّباط التزامَ "الصّمت". ويبرّر بعض المراقبين تريّث الرّباط في تهنئة الرّئيس الدّيمقراطي الجديد بأنّ التّنصيب الرّسمي للرّئيس لبايدن لم يتم بعد، إذ إن السّلطة ما زالت في يد الرّئيس الحالي دونالد ترامب، الذي يصدر من مكتبه قرارات مصيرية عديدة، وهي مدّة انتقالية ستدوم إلى غاية 20 يناير المقبل. وانتهى السّباق الرّئاسي في أمريكا بوصول "الدّيمقراطيين" إلى سدّة الحكم بعد جولاتٍ "حارقة" أبعدت إدارة ترامب من البيت الأبيض. وبينما يُرمّم المشهد الأمريكيّ صفوفه لإعادة ترتيب أوراقهِ، تنطلقُ تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان الجانب الرّسمي المغربي سيقدم على تهنئة الرّئيس الجديد في قادم الأيّام. وقال المحلّل السّياسي إلياس الموساوي بأنّ الانتخابات الرئاسية الأمريكية في هذه الولاية لم تتم بالطريقة الطبيعية والمعهودة، بعدما أجبرت جائحة "كورونا" على الاعتماد على أعراف لم يكن معمول بها في الانتخابات السابقة. وشدّد المتخصّص في الشّأن الدّولي على أنّ "هذا المعطى جعل من هذه المعركة الانتخابية تدخل في تعقيدات وتشابكات أثّرت على السّير العادي للحسم المبكر في تسمية الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية، بعدما لجأت حملة ترامب إلى القضاء للطعن في قرارات قالت إنها تحوم حولها شبهات تزوير قد شابت العملية الانتخابية'". واعتبر المحلل ذاته أنّ "هذه المعطيات وغيرها كانت سببا رئيسيا وراء عدم إقدام المغرب على تهنئة الرئيس المنتخب جون بايدن بمناسبة فوزه غير الرّسمي بمفاتيح الأبيض"، مبرزاً أنّه "بما أن ترامب هو الرئيس الحالي للولايات المتحدةالأمريكية إلى غاية 20 يناير، فإن المغرب ينتظر الإعلان الرّسمي لتسمية جون بايدن رئيسا جديدا، ليقدم على هذه الخطوة الدبلوماسية الرمزية". وقال الموساوي بأنّ "المغرب يتريّث في مسألة تهنئة الرّئيس الجديد توجّسا منه من إقدام "الرّئيس الحالي" على اتخاذ قرارات من شأنها المساس بالوضع القانوني السائد في الصحراء المغربية، خاصة أن ترامب لا يزال يقدم على اتخاذ قرارات مصيرية، على الرغم من أن هذه المرحلة الانتقالية كانت سابقا تتسم بالهدوء من قبل الرؤساء المقبلين على مغادرة البيت الأبيض". وفي اعتقاد الباحث ذاته، فإنّه "بمجرد الإعلان الرسمي عن تسمية الرئيس جون بايدن رئيسا جديدا للولايات المتحدةالأمريكية، سيقدم الملك على تهنئة الساكن الجديد للبيت الأبيض"، مبرزاً أنّ "مسألة وجود خلافات بين المغرب والحزب الديمقراطي جد مستبعدة".