تهدد الحالة الشاذة التي خلفها اعتراف بعض الدول باستقلال إقليم كوسوفو الصربي عددا غير هين من دول العالم بانتشار موجة الانفصالية. و توجد ضمن هذه البلدان المهددةكل من بريطانيا و فرنسا و بلجيكا و إيطاليا أي حتى تلك الداعمة للقرار الانفصالي. و ليس هذا و حسب بل بات شبح حرب أهلية يخيم على مجموعة بلدان إفريقية و أسيوية و كذلك أوروبية لما تعرفه من تواجد حركات انفصالية بها. و قد بدأت تظهر الشرارات الأولى مع رد فعل الصرب باتجاه كوسوفو خاصة الجالية الصربية القاطنة بالإقليم و التي قامت بمظاهرات، ضد هذا الإعلان من جانب واحد، لم تخل من عنف أدى إلى إحراق نقطتي عبور حدودية بين صربيا و كوسوفو و تدخل قوات الحلف الأطلسي الموجودة بالمنطقة. كما صرحت هذه الجالية الصربية باستعدادها للإعلان عن استقلالها عن باقي كوسوفو. هذا الإعلان قد يؤدي إلى حرب محلية جديدة مجهولة المصير. و جدير بالذكر أن جالية إقليم كوسوفو الصربية تعيش بشكل مكثف بمناطق محادية لبعضها البعض و أن عدد نسمتها يبلغ 000 120 نسمة. "" هذه السياسة الأمريكية الخاصة بكوسوفو يظهر كانت وليدة فكر غير عقلاني و حكيم إذ أضرت حتى بحلفائها المقربين و الحديث هنا عن جورجيا. هذه الجمهورية تعرف مشاكل من نفس الطينة مع كل من إقليمي أبخاسيا و أوسيتيا الجنوبية، الذان يطمحان إلى الاستقلال عنها. و قد صرح رئيس إقليم أوسيتيا الجنوبية السيد إدوارد كوكويتي بنيته في التوجه إلى المحكمة الدستورية الروسية(مجلس القضاء الأعلى لروسيا الاتحادية(لإثبات أن إقليمه جزء لا يتجزء من الأراضي الروسية حيث ألحق بها في سنة 1774 و أعلن أن له من البراهين و الوثائق ما يثبت ذلك. هذا الوضع جعل مخائيل ساكاشفيلي رئيس جورجيا يخالف بوش، و لأول مرة، الرأي و لم يعترف حتى الآن باستقلال كوسوفو. الإعلان عن إستقلال كوسوفو من جانب واحد أوجد أيضا شقاق، و لو أنه حتى الآن لا يرى بالعين المجردة، داخل الاتحاد الأوروبي. فكل من إسبانيا و رومانيا و قبرص لم تعترف بهذا الاستقلال نظرا لما تعاني منه، داخل ترابها الوطني، من نزعات انفصالية قد تستغل التجربة الألبانية ضدها. هذا الموقف الأمريكي تجاه كوسوفو أحرج سياستها المطبوعة بكيل المكيالين إذ عبر طرف من الجانب الفلسطيني عن رغبته للاستفادة من هذا الحدث الدولي. لكن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورماك رفض هذه المقارنة بين وضعية فلسطين و حالة كوسوفو حيث أعلن أن إقليم كوسوفو ليس حالة سابقة لأية منطقة في العالم بما فيها فلسطين. و حسب ما يبدو أن هذا التصريح لم يقنع حركات الانفصال في العالم، التي بدأت تتهيأ لنهج طريق ألبان كوسوفو بأنحاء العالم مثل إسبانيا و تركيا و الكنغو و غيرها كثير.